للعمل السياسي والوطني ضوابطه وسلوكياته واخلاقياته والتزاماته ، فلا يجوز في تظاهرة مشتركة رفع شعارات ومواقف خاصة ، فيجب أن يلتزم الجميع بشعارات توحد ولا تفرق ، دون مزايدات ومهاترات .
ما جرى أمس في المظاهرة التي دعت اليها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية الفلسطينية أمام السفارة الامريكية في تل أبيب ، تنديداً واستنكاراً للوعد الترامبي ، هو امر مؤسف ، حيث انبرى عدد من اعضاء التجمع الوطني الديمقراطي بالهتاف ضد عباس والسلطة الفلسطينية ، ما اظطر رئيس لجنة المتابعة العليا السيد محمد بركة الى التدخل لثنيهم عن هتافاتهم ، والالتزام بالشعارات المتفق عليها .
وقد استغل هذا النفر الخارج عن الاجماع الوطني والشعبي سلوك محمد بركة للتحريض وشن الهجوم على الجبهة الديمقراطية والمزايدة على مواقفها ، عبر وسائل الاعلام ، وانها ليست من الحركة الوطنية في الداخل ، وهم الذين كانوا صغاراً وربما لم يخرجوا بعد الى الدنيا ، عندما تأسست الجبهة وخاضت النضالات الشعبية ضد سياسة السلطة ومن أجل حقوق شعبنا ، ودفاعاً عن قضية شعبنا الوطنية . انه تطاول الأقزام على العمالقة .!!
ان تدخل محمد بركة ليس لكونه جبهوياً وشيوعيا ، وانما لأنه رئيس لجنة المتابعة العليا الداعية للمظاهرة . ولا ريب أن مثل هذه الممارسات والسلوكيات لا تخدم الهدف العام ولا الاهداف الوطنية .
من حق كل تنظيم أو اطار سياسي اقامة نشاط خاص ورفع الشعارات التي يريدها ، والمواقف التي يرتئيها ويؤمن بها ، ولكن في النشاطات والفعاليات المشتركة ، فالجميع مطالب الالتزام بما يتفق عليه من شعارات .
ولذلك على الأخوة من التجمع الوطني الوحدوي الكف عن المزايدات على الجبهة الديمقراطية وقادتها ، فتصفية الحسابات لا تكون في مظاهرة ضد القرار الامريكي المجحف ، بل هنالك وسائل واجندات ومنصات أخرى للنقاش والجدل .
بقلم/ شاكر فريد حسن