فنان من بلادي

بقلم: شاكر فريد حسن

الفنان وعازف العود البارع طه ياسين

الصديق العريق والفنان المخضرم طه ياسين " أبو شادي " هو أحد أبرز المطربين وأمهر عازفي العود في بلادنا ، فهو يراقص ويداعب الأوتار بكل براعة واتقان ومهارة والمام واجادة قصوى ، فيدهشنا نحن المستمعين بأنامله السحرية .

أعرف أبا شادي منذ أربعين عاماً ، حين كنت في جيل الشبوبية ، حيث كنا ننتظر الاعراس التي سيغني ويعزف فيها ويحييها ، لأنه يخلب الألباب والأسماع ، ويدغدغ مشاعرنا وعواطفنا بمواويله الغزلية والعاطفية الطربية الرقراقة العذية ، وأنغام عوده التي تطرب حتى الصخر والحجر .

وأذكر جيداً في فترة من الفترات أن اعراس بلدي مصمص لم يكن يحييها سوى طه ياسين وعلي موسى ، فضلاً عن المطرب صاحب الصوت  الخلاب الجبلي المرحوم عطالله شوفاني ، ابن عيلبون الجليلية .

طه ياسين هو معلم للموسيقى في بلده كفر مندا وشفاعمرو ، اختير في لجان التحكيم لتقييم المواهب الفنية والتجارب الغنائية الشبابية . وقام بتلحين عدداً من الأغاني للفنانين والمطربين منهم المطرب الكرملي سمير أبو فارس ابن عسفيا ، الذي غنى من كلمات الشاعر موسى محمد حلف ، مفتش اللغة العربية في لواء حيفا اليوم ، وفازت في مهرجان الأغنية العربية في القدس في حينه .

ويغني طه ياسين الأغاني الطربية والشبابية والمواويل والعتابا والميجنا ، وكل ما تطلبه النفس ويشتهيه الوجدان من أغاني الطرب الأصيل .

طه ياسين شق دربه الفني بكل ثقة ووصل قمة المجد وعلياء السلم الفني ، مع توأم روحه ورفيق عمره المطرب الديراوي علي موسى ، حيث قاداً معاً فرقة " ليالي السمر " .

طه ياسين أتحف الساحة الفنية حلاوة ورقصاً وغناءً وعزفاً لجماهير الجليل والمثلث ، وتألق في سهرات الأعراس والأفراح ، فأسر اعجابنا ، وسلب قلوبنا وشدنا في أدائه الفني في العزف والغناء وقيادة الفرقة الموسيقية بكمال وجمال الصوت وسحر الأنامل .

طه ياسين يتميز بالحس المرهف وحسن الأخلاق وطيب المعشر وعشق الفن وأوتار العود ، هذا العشق الى حد الثمالة ، الذي يجري في كل أوردته وشرايينه .

وكان طه ياسين قرر اعتزال الغناء في الاعراس ، فابتعد فترة لم تمتد طويلاً  ، لأنه لم يقدر على الابتعاد والاعتزال ، فعاد الى محبي غنائه وجمهوره الذي طالما أحب صوته العذب الانساني ، ليتحفهم بريشته السحرية وأنامله الرقيقة وحنجرته القوية .

تحية لك طه ياسين ، أيها المطرب والعازف البارع الجميل والصديق الحبيب العريق المخلص لرسالة الفن والغناء ، يا من انعشت ولا تزال تنعش أرواحنا بعزفك الرائع وغنائك الراقي ، مع تمنياتي لك بالمزيد من العطاء ، والعمر المديد والعيش الرغيد لتبقى تاجاً على قمة الفن والغناء الطربي الأصيل ، مع محبتي وتقديري .

بقلم/ شاكر فريد حسن