سناء موسى الصوت الغنائي الدافىء الجميل القادم من ربوع الجليل

بقلم: شاكر فريد حسن

سناء موسى فنانة ومطربة فلسطينية ، وصوت غنائي مخملي دافىء قادم من ربوع الجليل ، من قرية دير الأسد الجميلة كالعروس . وقد أثبتت حضورها وتألقت بأغانيها الفرلكلورية الشعبية والتراثية الفلسطينية وألنصراوية القديمة ، التي تنعش الروح وتدغدغ العواطف والمشاعر الانسانية والأحاسيس الوطنية ، وتعيد الينا الذكريات والشوق للحياة الفلسطينية الفلاحية البسيطة الهادئة ، وراعي الأغنام مع نايه ، والجمال الذي يعذب القلب عند الرحيل .

وما يميز سناء موسى هو صوتها المميز الجميل وبحتها الخاصة ووقفتها الشماء وثقافتها الفنية الشعبية وجرأتها وثقتها بنفسها ، ورهافة حسها ، وتأثرها السريع ،  ودموعهاالمترقرقة في عينيها ، وزيها البديع ، وحضورها الألق الساطع وجمالها الفلسطيني الخاص .

سناء موسى نشأت وترعرعت وعاشت في جو موسيقي ، وبيت فني يولي الفن والغناء اهتماماً خاصاً ، فوالدها هو المطرب العربق المعروف الرائع علي موسى ، وشقيقها الفنان محمد موسى . وقد بدأت مشوارها الفني العام ٢٠٠٣ ، وفي العام ٢٠٠٨ أسست فرقة " نوى أثر " ، واصدرت عدداً من الألبومات والأشرطة الغنائية ، التي لاقت الاستحسان والاعجاب .

وشاركت سناء في احياء العديد من الحفلات والمهرجانات في الداخل والخارج ، ومثلت فلسطين بمهرجان المرأة في بلجيكا عام ٢٠٠٥ ، وفي العام الماضي شاركت في مهرجان ليالي بير زيت .

سناء موسى الصوت الغنائي الملتزم ، غنت فأبكت الجمهور ، بأغانيها التي تشلع القلب ، وهي سفيرة الجرح والوجع الفلسطيني ، وترى أن كل فنان فلسطيني هو رمز للقضية الفلسطينية ، والالتزام بالمقاومة جزء من حياتنا ، ولكن الفنان الفلسطيني انسان مثل غيره من حقه الحب والغزل ، وعندما يعبر كانسان يكون دفاعه عن القضية أكثر قوة ، وتؤكد باصرار " أنه  لا يمكن للمحتل ايقاف المبدع حتى لو سجنه ، فتتسرب الكلمات والالحان من ثقوب الزنازين لتصل للشعب والعالم ليعرف عدالة قضيتنا وغطرسة اسرائيل ".

ومن البومات سناء موسى ، ألبوم " هاجس " الذي يحتوي على اغان من التراث الغنائي الفلسطيني والعربي القدبم ، أعادت توزيعها وقدمتها في احتفال على مسرح جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة البيرة .

سناء موسى تعيش اللغة والموسيقى وعمقهما ، وتتأثر بالكلمات ، ولا تغني نصاً لا تشعر به ، أو غير مؤمنة بمعانيه ، وما يهمها بالاساس تأثير النص فيها ، وبالتالي في الجمهور .

ويندرج غناء سناء موسى في اطار المدرسة الكلاسيكية ، التي تهتم بتقديم القوالب من خلال الارتكاز على الصوت المنفرد مع الآلات الموسيقية وليس بأداء جماعي .

سناء موسى فنانة صمدت أمام التجربة ونجحت في اجتيارها وتخطيها بكل ثقة وجرأة وشجاعة ، وهي صوت يحمل نكهة سنديان وبطم جبال الجليل وعبق فلسطين وهواجسها وهمومها وأوجاعها على أوتار الروح كالحبال في الهواء التي تهزها رياخ الشتاء ، لكنها لا ولن تنل من الثوب المعلق عليها ، انها صاحبة مشروع فني للحفاظ على التراث ، فلها كل التقدير والتحية .

بقلم/ شاكر فريد حسن