في الماضي البعيد كنا نبحث عن دواوين الشعر لنشتريها ونقرأها ، رغم ضيق اليد والحال ، ولكن في زماننا أصبح الشاعر يصدر ديوانه ويطبعه من جيبه الخاص ، وعلى حساب قوت عياله ، ويهديه الى الأصدقاء والمعارف ومن له اهتمام بالشعر والأدب ، ويبقي بعض النسخ في حقيبته الخاصة لعل وعسى يلتقي بأحد يعرفه ويهديه نسخة من الديوان ، وفي نهاية المطاف لا أحد يقرأ الديوان سوى قلة قليلة لا تذكر ممن تربطه علاقة قوية معه ، أو نتيجة الحاحه بالسؤال اذا كان قد قرأ قصائد الديوان ، واذا اعجبته ..!
هذا هو واقع الحال للأسف الشديد ، فالشعر غدا سلعة وبضاعة كاسدة وموضوعاً بلا قراء .
..........................
المعنى الحقيقي للثقافة يتلاشى بفعل وجود متغيرات متلاحقة من قبيل اتساع ثقافتي الاستهلاك المتعولمة والتطرف الديني .
...............................
غالبية النخب المثقفة العربية خارج أوطانها ، وغير مرحب بهم في بلدانهم ، ويعيشون في بحبوحة من الحرية في البلد المضيف ويفتقدونها في الوطن الأم .
................................
لا يوجد أي دور للمثقفين العرب في أيامنا بقيادة الاحتجاجات العربية واشعال الانتفاضات الجماهيرية ، فقد تراجعوا كثيراً ، وتم ترويض الكثير منهم ، بالمال النفطي الخليجي .
والمثقف هو من يرى قبل غيره وعي الانسان البسيط للحصول على الحرية والمساواة وتكافؤ الفرص .
...............................
ليس أمام العرب اليوم من خيار سوى اعتبار السلفية الوهابية خطراً يتهدد وجودهم ، والوصول بالمواجهة معها الى مرحلة صراع لا تقبل فيه أي مهادنة تحت أي مسمى ..!!
...................................
" القاهرة تكتب وبيروت تنشر وبغداد تقرأ " هكذا كان العرب يلخصون واقع الكتاب والثقافة ، ولا يزال هذا القول المأثور ينسحب على العاصمة اللبنانية بيروت لوحدها ، التي ما زالت تطبع ، فالفاهرة مشغولة في مواجهة الارهاب والتطرف ، وبغداد عاشت في العقود الأخيرة على وقع التفجيرات ، وتصارع جاهدة للبقاء عاصمة القراء ، رغم تراجع وانحسار القراءة لدى الشعب العراقي كغيره من الشعوب العربية .
بقلم : شاكر فريد حسن