حقا استغرب تشتت الاعلام المصري الذي يقف موقفا متناقضا حيال القضيه الفلسطينيه، فهو حائر بين شيطنه غزه وتقديس القدس.
تعاملت كثيرا مع المصريين. وادرك جيدا كيف ان الاعلام المصري استطاع ان يشيطن غزه في اذهان نخبه كبيره من الشعب المصري. استطاع ان يعمل غسيل مخ للشعب المصري ويصور له ان العمليات الارهابيه تاني من غزه. شيطنوا غزه في كافة وسائل الاعلام ولهذا لم نجد اي تعاطف مصري او حتى مسيره بسيطه للمطالبه بفتح معبر رفح ورفع الحصار عن غزه. بل تفاجأت بوجود مصريين يطالبون باغلاق المعبر لانه ياتي بالموت لابنائهم. حماس بالنسبه لهم كداعش، هي من تدرب الجماعات الارهبيه في غزه وهي من تزودهم بالاسلحه في سينا. مهما حاولت ان تحاورهم وتتهمهم بظلمنا في ادعاءتهم لنا خاصه ان حماس ليس من مصلحتها اغلاق المعبر، تجدهم يناورون ويدعون ان لدي الاجهزه الامنيه في مصر ادله قويه ان من بين الجماعات الارهبيه قادة من حركة حماس واعترافات ممن تم القبض عليهم من الارهابيين انهم تدربوا في غزه ويحصلون على السلاح منها. لدرجه ان حتى الغزاوي لدى نقاشهم يبدأ يشك في اهله من هول ما يفترونه علينا، ونحن نعرف ان غزه محاصره من كافة الجوانب ولا يوجد اي غزاوي يحمل اي عداء لمصر من اي فصيل كان. ووصل الحال ان الغزاويين في مصر يدعون انهم سوريون عند سؤالهم من المصريين عن جنسيتهم، فلا يتعرضوا لاضطهاد.
بالمقابل نجد موقفا مناقضا من نفس الاعلام المصري بمجرد اعلان ترامب عن ان القدس عاصمه اسرائيل. خرج جميع الاعلاميين المصريين والفنانين المصريين وكل علماء الدين يعبرون عن رفضهم لهذا القرار. ولفت نظري برنامج لمدحت العدل استضاف فيه عدد من الفنانين الذين شاركوا في ابوريت "القدس حترجع لنا"، وعلى راسهم مصطفى قمر والهام شاهين ومنى عبد الغني وهشام سليم. اخذوا يتذاكرون الظروف الانسانيه التي دفعتهم لعمل هذا الاوبريت بعد مقتل محمد الدره وكيف قرر جميع الفنانين الكبار المشاركه بمجرد الظهور فقط من دون غناء في الاوبريت دعما للحقوق الفلسطينيه.
لا احد يشكك في ان الشعب المصري هو اول من رفض التطبيع مع اسرائيل مع وجود اتفاقيه سلام، ومدى الروابط العميقه التي تربط الشعبين الفلسطيني والمصري وهي روابط ازليه، تمثل اندماجهم التام مع بعض في المصاهره والدم والنسب. خاصه ان مصر تعتبر للفلسطينيين في غزه الوطن البديل، حيث يمر بها لدى سفره ومروره باي بلد، وقد استقبلته بجامعاتها ومدارسها بنفس تكلفة الدراسه للمصريين، كما استقبلته مستشفياتها بنفس تكلفة العلاج للمصري. بل الفلسطيني هو الجنسيه الوحيده الذي لا يطالب باقامه في مصر، وفقط يغرم غرامه تعتبر بسيطه لدى مغادرته مصر حسب المده التي اقامها.
المطلوب من الاعلام المصري ان يرحم غزه ولا يشيطنها في عيون المصريين لتبرير اغلاق معبر برفح. نحن شعب محاصر ونشعر بالموده والرحمه نحو الشعب المصري، ولا يمكن ان نقبل ان ندعم اي جماعات ارهابيه تخل بالامن المصري. وننتظر من فنانينا المصريين اوبريتا لدعم اهل غزه والمطالبه برفع الحصار عنها وفتح معبر رفح فيدوم الشعب المصري والفلسطيني موحدين للابد على الرغم من كل المؤامرات التي تحاك للتاثير على علاقتهما معا.
سهيله عمر
[email protected]