شعب بشبابه واطفاله ورجاله ونسائه يرسم التاريخ

بقلم: عباس الجمعة

ما يحدث في فلسطين وعلى المستوى العربي والعالمي من اجل القدس من شعب فلسطين بشبابه واطفاله ورجاله ونسائه ومن الشعوب العربية واحزابها وقواها اليسارية والتقدمية والقومية ومن احرار العالم يرسم التاريخ فهذه المواقف والاحداث ستحفظ بلا شك للتاريخ، تاريخ شعب مقاوم لاحتلال مدجج بكل ادوات القمع والتسليح، وليؤكد هذا الشعب العظيم للعالم ان القدس في وجدانهم ستبقى عربية مهما طغى المحتل واستبد، حيث سيجل التاريخ بسالة شابات وشباب فلسطين الشامخين بعروبتهم ، المتصدين لمحتلهم من بطش وغدر وتنكيل وقتل واعتقال ، سيجل التاريخ كيف اغتال الاحتلال رجل يمشى بعكازتين انه الشهيد البطل ابراهيم ابو ثريا ابن غزة يكتب رسالته وهو شامخا ، يؤكد في قساوة هذا المشهد بشاعة الاحتلال وبطشه، يؤكد ضعف العدو امام انسان وطنه هو حقه وخط دفاعه حتى وهو مبتور الساقين بفعل ذاك الاحتلال القاتل.

امام كل ذلك نرى ان نضال وانتفاضة شعبنا تستدعي تعزيز الوحدة الوطنية حتى يكون الجميع بمستوى التضحيات الجسام التي قدم الشعب الفلسطيني فيها شهدائه , محمد أمين عقل، وباسل إبراهيم، وياسر سكر وإبراهيم أبو ثريا .

لذلك أن الفيتو الأمريكي يشكل استهتاراً بالمجتمع الدولي الذي أجمع على إدانة القرار الأمريكي، وبقرارات الشرعية والمواثيق الدولية، وينذر بمواقف أكثر خطورة إزاء حقوق الشعب الفلسطيني، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بهذه الحقوق، وإزاء مصالح شعوب وبلدان المنطقة، ما لم تتم مواجهة السياسات الأمريكية بمواقف فلسطينية وعربية حاسمة، تستند إلى بُعد إقليمي لمحاصرة ولجم العدوانية الأمريكية.

إن الشجب والاستنكار والإدانة التي ميزت ردود الفعل غير كافية، بل وتحمل في طياتها ازدواجية وتناقضا سافرا ، لماذ لم يتم سحب مبادرة السلام العربية، وسحب الاعتراف بدولة الاحتلال واعتبارها كيانا إرهابيا، وإعادة إحياء مكتب المقاطعة العربية، ، والتوقّف عن الضحك على الشعوب من قبل الدول العربية والاسلامية بأشياء لا معنى لها مثل عمليّة السلام ، هل يريدون تثبيت وتطبيع واختراق الصهاينة لمحيطهم، وتمكينهم منه، وإخضاعه، فهل يعلموا هؤلاء ان الوسيط الأميركي الذي لم يكن يومًا وسيطًا، تشهد عليه عشرات القرارات في مجلس الأمن، التي عطلها بالفيتو، ودعمه المستمر سياسيا، وعسكريا، واقتصاديا، ودبلوماسيا، لكيان الاحتلال العنصري.

من هنا نقول ان جيل الانتفاضة الجديد يرعب الاحتلال، وان شهداء وجرحى ومعتقلي الانتفاضة اليوم، يوقظون القضية من سباتها العابر، بل انهم يعيدون القضية والقدس الى قمة الاجندات مرة اخرى، في مواجهة وعد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لكيان العدو، فبرغم كل الضغوطات والحصارات والاجراءات التي يفرضها ويصعدها الاحتلال يوميا ضد الشعب الفلسطيني في

الوطن المحتل، وفي القدس على نحو خاص منه، الا ان شعب فلسطين نجح في اجتياز واجتياح كافة الحواجز والاجراءات الاحتلالية، ليكرس هواجس الانتفاضة وليؤكد ان نفس الانتفاضات الكبرى الاولى والثانية، وكذلك نفس انتفاضة القدس التي انطلقت عام 2015 ومرت بانتفاضة القدس في وجه البوابات الالكترونية وازالتها، حاضر ومستمر، وان روحية المقاومة لدى شابات وشباب فلسطين لم تهدأ ولم تنطفىء، بل انها في كل مرة تعود بقوة لتعيد الى المشهد جذوة الرفض والمقاومة لكل الاوضاع السائدة في فلسطين، وكل المؤشرات تتحدث عن جيل جديد من الشباب الفلسطيني الجريء الذي لا يهاب التصدي والاستشهاد في مواجهة قوات ومستعمري الاحتلال.

ونحن هنا نتوقف امام الدور العظيم لشابات وشباب فلسطين في مجريات الاحداث التي تتحدث عنهم وعن بطولاتهم وروحيتهم الاستشهادية، فالذي يحمل سكينه ويتوجه للجنود او المستوطنين المسلحين ليهاجمهم وليطعنهم، فانه يعرف مسبقا انه متوجه للشهادة حتما، فيحمل روحه على كفه بمنتهى الجرأة والاقدام، هؤلاء الشابات والشباب ترعرعوا في الساحة الفلسطينية، كنموذج لقهر المحتل وإجرامه ونموذج البطولة والتضحية الذي يرفع الهمم ويؤجج نار الثأر والثورة في صدورهم ، جيل فتح عينيه بعد الحلم على حروب الاحتلال العدوانية على الشعب الفلسطيني وعلى المعارك اليومية، يؤكد بأنه يصنع الثورة والانتفاضة، وهو جيل النخبة في غزة، وهو جيل الطعن في القدس والضفة، جيل لا يعرف الحسابات، ولا يتردد.

في الختام ، لا بد من القول ، ان شابات وشباب وشعب فلسطين يؤكد على الإنتفاضة، لأنه جيل يمتلك الارادة و يقاوم بكل ما أتيح له من قوة، ولا ينتظر أن يمتلك أدوات مميزة ليقاوم سوى نصرة الشعوب العربية والعالمية واحزابها وقواها التقدمية واليسارية والقومية ، جيل سينتصر حتما ويرفع علم فلسطين فوق اسوار القدس عاصمة الدولة الفلسطينية.

بقلم/ عباس الجمعة