التصويت الكاسح في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك حالة وموقف الاجماع الدولي العالمي تأييداً للحق الفلسطيني ، ويشير الى تزايد العزلة التي وضعت أمريكا نفسها فيها بقرار ترامب الغبي .
ويعد هذا التصويت انتصاراً تاريخياً للقيم والمبادىء التي تأسست عليها الأمم المتحدة كهيئة ومنظومة دولية ، ويسهم في تثبيت الحق الفلسطيني ، ويؤكد شرعية نضال شعبنا الفلسطيني في سبيل اقامة دولته الوطنية المستقلة .
وفي الحقيقة أن المعتوه السياسي ترامب والآخر في اسرائيل لم يتوقعا هذه النتيجة التي تشكل قوة انتفاضية دولية للرد على التطاول الامريكي ووقاحة الولايات المتحدة ، رأس الحية والعدو الأساس للشعب الفلسطيني ، ولكل الشعوب الطامحة بالحرية والاستقلال .
لقد صوتت ١٢٨ دولة من أصل ١٩٣ ، أي ثلثي أعضاء الجمعية العامة ، وامتنعت عن التصويت ٣٣ دولة ، والبقية تغيبت عن الجلسة ، وهذه نتيجة جيدة بل ممتازة في ظل التهديدات الأمريكية بوقف المساعدات عن الدول التي تصوت ضد قراره .
ولكن المؤسف والمستغرب أن من بين الدول الني امتنعت عن التصويت هي دول اسلامية ، وهي الكاميرون والبانيا والبوسنة ، والأغرب هو أن بعض الدول الاسلامية التي شاركت في قمة اسطنبول باجتماع منظمة التعاون الاسلامي لم تلتزم بقرار القمة الرافض لوعد ترامب وقراره المجحف ، ومنها دولة " توغو " الافريقية التي دفعت الى جانب اسرائيل وأمريكا ، ولذلك يجب اقصائها وطردها من منظمة التعاون الاسلامي .
لقد كسب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة بهذا التصويت موقفاً سياسياً جديداً ، يعيد القضية الفلسطينية الى الواجهة والصدارة ، وذلك نتيجة الدبلوماسية الناجحة والضمير الانساني العالمي والتعاطف الدولي والدعم العربي .
وعليه فعلى القيادة السياسية الفلسطينية استثمار هذا التأييد والموقف السياسي والتصوبت التاريخي في صالح النضال الوطني التحرري الفلسطيني ، ومستقبل قضيته الوطنية ، وذلك بنفض يديها من امريكا التي لم تعد راعية للعملية السلمية ، ومن اتفاق اوسلو في تحقيق أهدافه المنشودة ، والعمل على تجنيد واقناع العالم بضرورة عقد مؤتمر دولي لحل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً .
بقلم/ شاكر فريد حسن