خائف..في زمن الطوائف!

بقلم: توفيق الحاج

الآن الآن وربما غدا نحن اشبه ما نكون في فيلم بائس ومكرر لزمن الطوائف.. قبيل سقوط الاندلس وعندنا 22نسخة معدلة من حالة الاميرالباكي ابي عبد الله الاحمر! والطفلة الشجاعة عهد التميمي تقول لهم ماقالت له امه: ( ابك كالنساء ملكا لم تدافع عنه كالرجال )!

ترامب هوسليل الفرنجة واسرائيل هي قوط الاسبان والعرب هم شراذم امارات غرناطة المهلهلة والاندلس هي القدس!

هكذا يعيد التاريخ انتاج نفسه من جديد بمسميات واشكال وامكنة مختلفة.. ولو استمر الحال في التدهور كما هو متوقع سيجد احفادنا من بعدنا انفسهم في مشهد ثالث مكرر تلحق فيه مكة والمدينة بالقدس والاندلس!

لاغرابة ولا مفاجأة في هكذا توقعات ولاضمانة لوقف الانهيار العروبي والاسلامي الذي استبدل عدوا بعدو .. ويطبع على استحياء احيانا وعلنا احيانا أخرى مع تل ابيب ويهدد ويتوعد طهران!

واصلاح الحال الذي مال ان كان ممكنا لن يكون بقصائد الحماسة وتضرعات العجزة بالادعية والابتهالات والتغني الممل بماض مجيد اجمله أكذبه!

ماذا يرجى من دول متهالكة عفنة تجتمع في لفة فسيخ..ولا تنظمها الا سبحة من التخلف والتطرف و ظاهرة صوتية عنترية ومارشات خشبية تئن و تشيخ؟ !

دول تختلف في النوايا والولاءات والتحالفات وفي الوسائل الغايات.. وتتشابه في مهازل الاستهلاك والاسترخاء واستمراء الغنج والتوسل السياسي صباح مساء في محافل لايملك القرار فيها الا الكبار الكبار.. كما رأينا في مباراة مجلس الامن الاخيرة .. حيث فازت امريكا على الاجماع الدولي بهدف الفيتو الذي احرزته لاعبة خط الهجوم نيكي هيلي رغم 14 هدفا عالميا الغاها الحكم الممثل لقانون المنتصر في الحرب العالمية الثانية..وهذا هوالفيتو رقم 80 الذي تقوم به امريكا ضد الحق الفلسطيني والانحياز التام لاسرائيل مما يؤكد ان العدل في الامم المتحدة شأنه شان العدل خارجها هو (عدل الاقوياء).. مجرد ميزان جزر! يتحكم فيه قدم بغل شموص في غاب فاجرعاهر!

ومباراة اخرى كرنفالية في الجمعية العامة للامم المتحدة نفوز بها وبقرار دولي أي كلام وغير ملزم رغم تهديد ووعيد الفوهرر ترامب !

هذا الاسفاف المثير للسخرية يستدعي ضرورة انسانية متصاعدة وملحة للخروج على هكذا أرث قبيح وتغيير قواعد اللعبة بوجود قوى سياسية واخلاقية ضاغطة عربية اولا وعالمية ثانية !

وهذه القوى لن تتوفر الا بصاعق شعبي فلسطيني على الاخص كما حدث في الانتفاضتين الاولى والثانية..

لم يبق امام الفلسطينيين بعد فشل مسكنات الفشل السياسي الا فكرة قديمة جديدة قد يقول البعض العاقل جدا عنها انها عدمية ..انتحارية ..عبثية ..مجنونة..مخيفة!

فكرة هي اكبر من انتفاضة مسيسة خجولة وأصغر من يوم القيامة فكرة بحجم غضب شعبي سلمي شامل ونزول مستمربالحجرالى الشارع واقتحام المستوطنات والحواجز ونقاط التماس في توقيت واحد !

سيسقط الشهداء بالمئات..وسيكون الثمن باهظا ومؤلما جدا لكنه كاف للضغط على المشهد الدولي واحداث التغيير للاهتمام وللانتصارعمليا لحق شعب عنيد يقاوم ببسالة نازية سرطان اخرالاحتلالات!

قد تسخر النخبة النسكافيه السياسية المخملية المرفهة من هكذا طرح وتتهمه بما تشاء..

وقد يهول البعض الرومانسي من هكذا مشهد دام .. وقد يرفض امراء الحرب وابطال المقاومة النظرية هذه الفكرة لانها تعري الأعذاروالحجج ..! لكن الحقيقة الدامغة والازليه تقول للشعب الفلسطيني وهو وحده:

( قم ياوحدك ...غير الواقع المر بدمك ..لايحك جلدك مثل ظفرك.. لن تنفعك القرارات والتصريحات والسياسات والمفاوضات والمجاملات والخطابات والرايات والقبائل والفصائل !

انت باق..والكل زائل .. أنت وحدك القرار..أنت القضية..جرحك النازف هو طريقك الوحيد للحرية !

اللهم كن معنا لاعلينا... اللهم منك نستمد صبرنا وقوتنا فلا تخذلنا ..اللهم انصرنا على عدو من حولنا ومن بيننا..اللهم انصرنا على امريكا وعربانها واسرائيل .اللهم انت ربنا وحسبنا وانت نعم الوكيل !

بقلم/ توفيق الحاج