عندما اكتب عن زوجة الشهيد القائد الرمز محمد عباس "ابو العباس " الدكتورة سامية كامل قسطندي "ام خالد " التي كانت صامدة في وجه الظلم والقهر و تجرعت الألم لكنها أبدًا ما كلت برسالتها النضالية ،ولم ترضخ ولم تستكين من أجل أن تشرق شمس الحرية على فلسطين.
ام خالد كانت تستصرخ الكرامة العربية،وتناشد "معتصم هذا الزمان" أن يثأر لفلسطين، والوقوف في مآثر وبطولات الشهداء .
رحلت الدكتورة سامية كامل قسطندي "ام خالد " من أجل فلسطين وهي كتبت التاريخ بحروف من نور ، واحتلت مكانـًا بارزًا ومميزًا في حياة المرأة العربية التي وجدت نفسها أمام المسؤولية الملقاة على عاتقها ، ولم تتردد في التضحية من أجل فلسطين، فهي المرأة الذكية الواعية ، الموْمنة بعدالة قضية فلسطين وبحتمية انتصار شعبها في استرداد حقوقه المغتصبة .
ام خالد عاشت مع الشهيد القائد ابو العباس حياة حافلة بالنضال والعطاء كزوجة ، وعملت بعد ذلك عبر رسالتها الجديدة في الحفاظ على ابنائها خالد وعمر وتربيتهم، كونها اختارت أن تتحمل هذه المسؤولية الجسيمة بنفسها ولوحدها.
ام خالد كانت تعلم ان الشهيد القائد ابو العباس شكّل رحيله ، انتكاسة حقيقية لمسار الكفاح المسلح داخل جبهة التحرير الفلسطينية ومنظمة التحرير ، وكان اغتياله لإنهاء وجوده، والتخلص من الكفاح المسلح، مشددة على أن زوجها لم يغادر موقع المقاومة ولم يتخل عنها يوماً حتى آخر لحظة في حياته لانه كان يرفض التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني، معتبرة أن "رحيل هذه القيادات كان سبباً في الواقع المرير الذي نعيشه اليوم".
ومن موقعنا كان نرى الابتسامة التّي تصرّ على إشهارها طوال الوقت، فيما حزن عينياها يشي بكمّ الوجع الذي يجتاح جسمها ، فلا يقهرها ألمٌ أو غثيان. تخرج صافية، تليق بها الحياة، مثّلت قوة في التاريخ العربي وخططت بأحرف من ذهب مستقبل ابنائها، فهي لبنانية عربية،
اللحظة الأكثر تأثيراً هي رحيل زوجة مناضل وقائد كبير انه فارس المقاومة ابو العباس، الذى شكلت مدرسته بدماء شهدائها ومعتقليها وأسراها وجرحاها أسمى البطولات، والتي علمت العالم دروسا لا تنسى، وانا أوجه تحية واحترام للدكتورة سامية كامل قسطندي "ام خالد " في رحيلها ، لأنها امرأة مناضلة من الطراز الاول شكلت قوة ومهدت الطريق امام ابنائها من اجل مستقبل مزدهر ، وهذا استشراف وتجديد لاستشراف المراحل المستقبلية، ونحن نعاهدها ونعاهد الشهيد ابو العباس على متابعة مسيرة النضال والصمود اينما كنا وفي اي بقعة على الوطن العربي.
واليوم ترحل ام خالد مع استمرار الانتفاضة بوجه قرار ترامب والاحتلال لتحقيق انجازاتها، لعد ان قدمت الراحلة ام خالد العديد من التضحيات في سبيل القضية الفلسطينية وزرعت الأمل في
نفوس القاعدين الخاملين ، ورسمت خيوط الانتصار والهمم العالية التي تعبد الطريق له ،كنت مثال الأم الحنونة ، وكنت نموذج الأم المعطاء والمحسوس والمجبول بدم فلذات الأكباد .
إن رحيل المناضلة الدكتورة سامية كامل قسطندي "ام خالد " بما يمثّله من خسارة على مستوى الحركة النسائية العربية، لا بد أن يمثّل حافزاً ودافعاً لكل امرأة فلسطينية ولبنانية وعربية للسير بخطى واثقة وثابتة نحو تذليل كافة القيود والعقبات التي تعرقل طريقها ، وذلك من خلال التمثّل بسيرة الراحلة، وريادتها في مجال العلم والثقافة اولاً، والمجتمع ثانياً، هذه الثقة التي انبنت للراحلة الكبيرة "ام خالد" كل حبها ورعايتها لعائلتها ومواقفها الجريئة .
بقلم / عباس الجمعة
كاتب سياسي