غزة ستبقى حية تلاحق ضمائركم!!

بقلم: محمد فايز الإفرنجي

تمر في احيائها في أسواقها تدخل بيوتها شركاتها محلاتها التجارية وزاراتها فلا تجد سوى الوجوم وملامح الحزن على تعبيرات وجوه أهلها.
انها غزة هاشم التي قارعت عبر تاريخها كل الويلات، كل الغزوات وكل الحروب والنكبات، انها غزة هاشم تلك البقعة الاصيلة من ارض فلسطين ذاك الجزء الذي يرهق المحتل منذ بداية احتلال فلسطين تلك غزة الشوكة في حلق الاحتلال ومشاريعه.
نعم هي غزة هاشم التي تمر اليوم عليها ليلا فلا شيء سوى ظلام دامس إلا من بعض الأضواء التي تنتجها المولدات، بيوت شاحبة كئيبة تنزف دما لكن كبريائها عصي عن الانكسار، فالكرامة منها تتدفق ربما لو سارت بوادي لأغرقته عزة وشموخ، كيف لا وهي غزة التي لا تزال تحتضن مقاومتها والتي تكالب عليها القريب والبعيد قبل العدو المحتل، كيف لا وهي التي تفُشل دوما مخططات كل من تسول له نفسه تغير بوصلتها وصرفها عن مقارعة المحتل!!
شارك اهل غزة في الكفاح الفلسطيني منذ انطلاقة الرصاصة الأولى من العام 1965، كما ساهم اهلها بشكل كبير في انتفاضة الحجارة والتي انطلقت منها شرارتها الأولى عام 1987، كذلك انتفاضة الأقصى التي انطلقت في أيلول (سبتمبر) عام 2000، وسقط الآلاف من أهل غزة خلال سنوات الانتفاضة بين شهيد وجريح وأسير، والثابت أن الاحتلال الإسرائيلي كان من أبشع الاحتلالات التي مرت على مدينة غزة الفلسطينية الاصيلة نظراً لأن سياسات الاحتلال طالت الأرض والبشر، الأطفال، الشيوخ والنساء. فتاريخ غزة كما أهلها يؤكد أنها ستبقى عصية على كل الغزاة.
اليوم غزة تمر في أزمات متتالية منذ ما يزيد عن عقد من الزمان هو عمر الانقسام، ليس سهلا على غزة وأهلها تقبل ما يحدث فحصار الاحتلال لا يضعفها ولا يفنيها لأنه من محتل غاشم اعتادت غزة على همجيته وشراسته كما بتلك الحروب التي عاشتها خلال هذه العقد.
غزة يشقيها ويمزق فؤادها حينما يكون ألمها نابع من أبنائها ومن اقربائها ومحيطها وعمقها الذي تنتمي اليه.
غزة وأهلها لا يقلقهم محتل مارق يؤمنوا بانه زائل مهما طالت سنوات احتلاله فقد مر عليها من هو أعتى منه قوة واطول احتلال وزال وسيزول المحتل الإسرائيلي مهما طالت سنوات الاحتلال وتعمق, ومهما تجذر سيبقى خارج عمق ارضها فأشجار الزيتون عمقها وجذورها أعمق من أي احتلال.
غزة اليوم تذبح من الوريد الى الوريد، الجوع يفتك بأبنائها يمزق نسيجها، يقتل مرضاها، ويشرد شبابها في بقاع الأرض، غزة اليوم السجن الأكبر بهذا العالم الذي يدعي الحضارة والإنسانية، بل باتت غزة مقبرة لأهلها، وكل هذا ليس بفعل محتل غاشم فأي شيء يصدر عن الاحتلال تستطيع غزة مقاومته والصبر عليه ولكن حينما يأتي القتل من قادتها ممن يقفون على هرم سلطتها ممن هو مسؤول عنها هنا يكمن وجع غزة وأنين أهلها!!
كفى ظلما لغزة كفى يا كل العقلاء كفى يا سيادة الرئيس عقوبات وإجراءات، كفى فغزة هي حاضنتكم وهي اول من استقبلكم وهي اول من دافع عنكم واليوم جزائها ان تقتل بأيديكم، كفى فلن يرحمكم تاريخ، ولن يشفع لكم اهل، كفى وقد أصبحت غزة مرمى لنيران العرب والمسلمين يضطهدونها ويحاصرونها ويمنعون عنها الدعم إلا القليل ممن يناصروها وتعادونه لأجل مناصرتها بل حتى لا يتركوها تعيش فيلقون عليها نيران تصريحاتهم ولهيب حصارهم.
كفى بالله عليكم جميعا فغزة تحتضر وأنتم من بأيديكم تقتلونها، كفى فغزة هي عزتكم وكرامتكم يوم ان تذبحوها فلا عزة ولا كرامة لكم.
لن تسامحكم غزة على قتلها وستبقى حية تلاحق ضمائركم ستموتون جميعا وستبقى غزة شامخة ان قتلتموها اليوم بعقوباتكم وحصاركم فبكل حبة رمل سينبت في ارض غزة من يرفضكم ويحاسبكم ويحاكمكم على ما اقترفت ايديكم بحقها.


بقلم محمد فايز الافرنجي