الحقيقه التي لا تقبل الجدل ان القدس مقدسه لكافة الديانات وان العالم يرفض وصايه اسرائيل عليها

بقلم: سهيله عمر

لست مفكره او عالمه بالدين ولا متبحره في التوراه والديانه اليهوديه. الا انني احاول ان اشارك برايي المتواضع في قضيه القدس والمسجد الاقصى تحديدا من خلال قرءاتي ومتابعتي لبعض الفيديوهات.

عندما صوت العالم اجمعه ضد قرار ترامب باعتبار القدس عاصمه لاسرائيل. وانا اعتبر ال 35 دوله التي امتنعت عن التصويت قد صوتت ضد قراره الاحمق، فهو اعلان صريح من كافة دول العالم برفض وصايه اسرائيل على المسجد الاقصى وقبوله بوصايه المسلمين. كلمه حق نطق بها العالم وانتصرت الخشيه من الله وارادة الشعوب على الخشيه من امبرطور العصر ترامب .

قد يتبادر لذهن المشاهد، لماذا هذا الصراع على القدس والرفض لوصايه اسرائيل لها. الاجابه تكمن بنظري في التالي:

اولا ان الامكان المقدسه لا تغير مكانها، لكن تهدم معابد وتبني معابد في نفس المكان. اذن القدسيه في المكان نفسه. واعتبر قدسيه مكان المسجد الاقصى بدأت منذ ان طلب الله تعالى من سيدنا يعقوب الذي يدعونه اسرائيل ان يبني معبدا في مكان المسجد الاقصى لانه مقدس. مكان المسجد الاقصي هو المكان الوحيد الذي تدرج في عباده الله من الاله جوبيتر ويهوه ثم هيكل سليمان فدمر ثم هيكل هيرودس ودمر ثم كنيسه النصاري واخير المسجد الاقصى للمسلمين. وقد هدم الهيكل مرتين. المره الاولي عندما احتل البابليون اورشليم عام 586 ق م وسبي نبوذخذ نصر اليهود الي بابل وهدم الهيكل. والمره الثانيه عندما هدم ملك الروم تيطس الهيكل عام 70 م في عهد سيطره الرومان بعد ان سمح باعاده بناءه هيرودس سنه 20 م. والدين لا يرجع للوراء فمحال ان يبني هيكل او كنيسه بعد ان اصبح مسجدا. اذن هو لا يمكن ان يصبح ابدا معبدا لليهود. وقد اطلق الله علي المكان مسجد اقصي في القرءان قبل ان تفتح فلسطين، فكانت هذه اشاره ان المكان سيبقي مسجدا للمسلمين كالكعبه للابد.

ثانيا: جمهور المسلمين ينفون انه تم بناء الهيكل في موقع المسجد الاقصى، وتم الهجوم على القيادي جبريل رجوب لاعترافه ان حائط البراق هو معلم مقدس لليهود. لكن اعتقد ان ذلك ينافي ما ورد في التوراه التي نستقي منها التاريخ مع ايماننا بتحريفها، كما ينافي الابحاث الاثريه. الحقيقه انه من وجهه نظري انه بالفعل كانت القدس عاصمه لسيدنا داوود وسليمان وتم بناء الهيكل حينها. الا انه تهدم كليا عندما احتل البابليون اورشليم عام 586 ق م وسبي نبوذخذ نصر اليهود الي بابل وهدم الهيكل. واعاد الملك الروماني هيرودس سنه 20 م بناء الهيكل من جديد وقام بتوسيعه، لكن هدم ملك الروم تيطس الهيكل عام 70 م كليا وترك حائط المبكى والمصطبه وبعض العمدان. ومن ثم تم بناء كنيسه لليهود وسميت القدس ايلياء. وفتحها الصحابي عمر ابن الخطاب وبنى المسجد الاقصى. اي انه من المرجح ان يكون حائط المبكى هو جزء من هيكل هيرودس وليس هيكل سليمان. وقد اقيم كل من الهيكلين في مكان المسجد الاقصى ودمرا. فلا يمكن ان ننكر قدسيه مكان المسجد الاقصى لليهود كما المسيح كما المسلمين.

ثالثا: رفض العالم لان تكون لاسرائيل الوصايه على القدس يكمن في قناعته ان الدين لا يرجع للوراء، فمحال ان يبني هيكل او كنيسه بعد ان اصبح مسجدا في كان المسجد الاقصى. ثم ان اسرائيل دوله عنصريه امنيه صهيونيه، ولن تحافظ على المقدسات الموجوده في القدس كالمساجد والكنائس. وهي لا تسمح للفلسطيين المسلمين منهم والمسيح بزياره القدس. بل كافة مسيح العالم ومسلميها حتى اليوم لا يصلون في القدس رفضا للاحتلال الاسرائيلي.

رابعا: في كافة اسفار العهد القديم وهي محرفه، من الواضح انها تركز على العداء للفلسطينيين بالذات منذ الازل وتستبيح دمائهم وتطالب بتشريدهم حيث يعتبرون الارض لهم. واحد الامثله على ذلك ما ورد في سفر ارميا: "بِسَبَبِ الْيَوْمِ الآتِي لِهَلاَكِ كُلِّ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، لِيَنْقَرِضَ مِنْ صُورَ وَصَيْدُونَ كُلُّ بَقِيَّةٍ تُعِينُ، لأَنَّ الرَّبَّ يُهْلِكُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، بَقِيَّةَ جَزِيرَةِ كَفْتُورَ". لكن الحقيقه ان الله طلب من بني اسرائيل نشر الدين في ارض فلسطين وليس احتلالها، وتجد لعنه الله على اليهود لطغيانهم وافترائهم الكذب وقتلهم انبيائهم باعترافهم في كافة الاسفار. ولا يوجد ادل على كذبهم في عدائهم لنا قوله تعالي:" "مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ"

اذن الحقيقه التي لا تقبل الجدل انه مكان المسجد الاقصى مقدس لكافة الديانات، وقد اطلق الله علي المكان مسجد اقصي في القرءان قبل ان تفتح فلسطين، فكانت هذه اشاره ان المكان سيبقي مسجدا للمسلمين كالكعبه المشرفه. ولن يقبل العالم وصايه اسرائيل علي القدس للابد لانهم قوم مسرفون.

سهيله عمر
[email protected]