عيد الميلاد والانتفاضة

بقلم: عباس الجمعة

فلسطين تنتصر بإرادة الوحدة والشعب والدم وهي تحتفل بالاعياد و تتزيين بيت لحم وكنأس فلسطين والقدس رغم الحزن باشجار عيد الميلاد رغم الاضاءات والنجوم الحزينة ، في زمن هروب بعض الانظمة العربية من مسؤولياتها اتجاه قرار ترامب او اتجاه دعم القضية الفلسطينية لمواجهة غطرسة الإرهاب الصهيوني المدعوم من الادارة الأميركية ، نرى أن القدر يحتم على كل واحد منا أن يبقي يده على "زناد قلمه" من اجل دعم الانتفاضة الشعبية وشهدائها الأبرار الذين يسجلون طريق النصر القادم بالشهادة والإستشهاد، جيل فلسطيني يقود نضاله بالحجر والمقلاع دون تزييف أو تزوير، وان انتفاضة فلسطين التي ترسم بدماء ابطالها عنوان العزة والكرامة والشهادة والإستشهاد هي بحاجة الى كل الجماهير العربية وقواها الحية والى احرار العالم والقوى التقدمية فيها.

فلسطين مهد الديانتين السماويتين، ومهد الديانات والحضارات، ، وقد أدرك الرئيس الفلسطيني الرمز الشهيد ياسر عرفات ذلك في حياته، وأعلن بعد قيام السلطة الفلسطينية أن أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية أعياد دينية ووطنية، تماما مثلها مثل الأعياد الاسلامية، أيّ أنّها أعياد للشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه، وهذا دلالة على الأخوّة الاسلامية المسيحية في هذه البلاد، فجميعنا – مسلمون ومسيحيون- أبناء شعب واحد، متساوون في الحقوق والواجبات، والدين لله والوطن للجميع، وايمانا بالتعددية وتعدد المنابع الثقافية والحضارية، علينا ان نعزز ثقافة الوحدة ونحن نواجه اخر المؤامرات الامبريالية والصهيونية والرجعية وفي مقدمتها قرار الرئيس الامريكي ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال او بصفقة القرن.

وفي ظل هذه الظروف نرى الهجمة المعادية على القضية الفلسطينية ، حيث تزايد وتيرة التقارير الإخباربة التي تتحدث عن وجودِ خطة أمريكية صهيونية لإيجاد قيادة فِلسطينية بديلة وكل ذلك يجري مع صمت من بعض الدول العربية ، الا انهم لا يعلمون بان المارد الفلسطيني وانتفاضته الشعبية ستتصدى لهذه المؤامرة وتسقطها ، وها هي انتفاضة فلسطينية متواصلة

وتكتب بدماء شبابها عنوان القدس عاصمة دولة فلسطين ، وهذه الانتفاضة بحاجة الى انهاء الانقسام الكارثي وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية ضمن اطار منظمة التحرير الفلسطينية لما تمثّله من قاسمٍ فكريٍ وسياسي مشترك بين جميع القوى والفصائل وباعتبارها الكيان السياسي والمعنوي والممثل الشرعي للشعب الفلسطيني.

ونحن اليوم نقف امام عيد الميلاد المجيد يمر هذا العيد والدم الطاهر يتدفق من كل أوردة الوطن وشرايينه نزفا لحلمنا في غد يعطينا البشارة التي وعدنا بها السيد المسيح والروح القدس، ونحن نعتبر عيد الميلاد بأنه زمن الميلاد الفلسطيني، وهو زمن بحاجة ايضا أن نكون فيه مميزين كي يقتنع العالم بحقوق الشعب الفلسطيني اي حقه بالعودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية

كاملة السيادة وعاصمتها القدس ، وحتى لا يكون قيام هذه الدولة العتيدة مجرد حلم أو حتى سراب ، فالشعب ينهض على خطى الشهداء نحو الشمس، نحو الحرية، من اجل امتلاك الروح المبشرة بميلاد نستعيد فيه زمام أمرنا ويستعيد فيه وجه فلسطين والأمة ضيائه وبهائه، ونمسح عن عيون الأمهات دموع اللوعة والحزن، نعيد لهن بسمة الحياة.

وفي ظل هذه الاوضاع نؤكد بأن الانتفاضة الفلسطينية تتميز مقارنة بسابقتها من خلال المواجهة مع الاحتلال وقطعان مستوطنيه ، بالتالي فقد ادرك ابناء الشعب الفلسطيني ان كل مكسب يتحقق على طريق النضال هو مكسب للجميع في كافة الساحات، وانه يقرب ساعة الحق الفلسطيني، فكيف لا وهو مدعوم من الجماهير العربية التي تعتبر قضية فلسطين قضيتها المركزية ، مما يستدعي من جميع الاحزاب والقوى العربية اقامة الجبهة العربية للمقاومة من اجل دعم الانتفاضة الفلسطينية وتصعيد وتائرها، ودعم الصمود الشعب الفلسطيني في مقاومة المشاريع التأمرية و الخطر الصهيوني الزاحف تجاه المنطقة العربية برمتها .

ختاما : امام الاعياد المجيدة التي هي أعياد الحرية والاستقلال ستبقى القدس عاصمة فلسطين الابدية، شاء من شاء وأبى من أبى، رغم انف الطغاة الذين تآمروا على القضية الفلسطينية وذهبوا للتطبيع مع العدو الصهيوني، ونحن نثق ان المستقبل الواعد تحمله سواعد شعبنا رغم أنف الاحتلال ، فبدماء شهدائنا نرسم حدود فلسطين، ونحقق العودة والحرية والاستقلال.

بقلم/ عباس الجمعة