استمعنا الى تصريحات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ، التي أدلى بها في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي ، حيث فتح النار وشن هجوماً لاذعاً على الرئيس السوري بشار الأسد ، واصفاً اياه بأنه " ارهابي " ، ولا يمكن التوصل الى حل للأزمة السورية ما دام بقي في السلطة .
وهذه التصريحات هي الأقوى من نوعها لاردوغان منذ فترة طويلة ازاء الرئيس السوري ، بعد التقارب الذي شهدته العلاقات التركية - الروسية .
وفي حقيقة الأمر أن العلاقات بين تركيا وسورية وصلت خلال الشهرين المنصرمين درجة عالية من التطور الايجابي ، ورافق ذلك هدنة اعلامية ، وطوال هذه الفترة لم يشن أردوغان أي هجوم على بشار الأسد ، ولم يطالب برحيله عن السلطة ، وكان قد قال أثناء عودته من قمة سوتشي الثلاثية بأن لا يستبعد فتح قنوات حوارية مع سورية ، وأن الأبواب في السياسة تظل دائماً مفتوحة حتى آخر لحظة " .
وقد جاء الرد على تصريحات اردوغان سريعاً وقوياً من الخارجية السورية " أن اردوغان يضلل الرأي العام التركي بفقاعاته المعتادة لتبرئة نفسه من الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوري عبر تقديمه الدعم اللامحدود بمختلف أشكاله للمجموعات الارهابية في سورية " واتهم اردوغان بأنه مصاب بجنون العظمة ، وحول تركيا الى سجن كبير " .
والسؤال الذي يطرح نفسه : ما هي الأسباب التي دفعت الى غضب اردوغان ، وقادت الى هجومه الحاد المفاجىء على سوريه ، بعد فترة طويلة من " شهور العسل " بين البلدين ، التي توقفت بها " القذائف" الاعلامية بينهما ..؟!
لا يمكن تفسير هذا التغيير الاردوغاني من بشار الاسد ، والتكهن الى ما تفضي اليه نتائج هذه الأزمة الحادة الجديدة ، ولكن الأيام القادمة من شأنها أن تكشف حقيقة ذلك ، والاجابة عن التساؤلات عن أسباب هذا الهجوم المفاجىء من قبل أردوغان على سورية وبشار الأسد .
وبلا شك أن هذا الهجوم يكشف حقيقة الحقد البهيمي التركي للنظام السوري ، الذي صمد أمام كل القوى المعادية الداعمة للجماعات التكفيرية المسلحة ، وانتصر عليها ، بفضل تماسك الجيش السوري ، والتفاف شعب سوريا خلف قيادته السياسية بعد أن وعى أهداف المؤامرة على القطر السوري .
شاكر فريد حسن