لم تكن صفعة الشابة عهد التميمي لجندي صهيوني وحسب،هو أحد الأدوات البغيضة لنشر ثقافة الإخضاع والإكراه والتسلط، وليس وحده كذلك،هو العدو الذي تقاتله القضية، فماذا عن الصديق الذي أودى بالقضية.
ان صفعة عهد التميمي وجهت لكل من يحاول الوقوف الى جانب العدو وقرار الادارة الامريكية وصفقة القرن ، حيث اكدت أن القضية الفلسطينية ليست للبيع والمساومة ،فكفى تخاذل وكذب ونفاق، هكذا هي عهد التميمي.
عهد التميمي قالت وتحدت واكدت على دور نضالي مهم وثفافة جديدة للمقاومة الشعبية وعادت للعهد عهده و للقضية قضيتها ، واضافت قدراً على نار ما زال فيها بعض رماد ملتهب ،لتتبخر الأوهام ، ولتقول ما اخذ بالقوة لا يسترد بغيرالقوة ، هكذا تحدثت عهد التميمي .
عهد عاهدت شعبها الفلسطيني خصوصاً، وجميع الشرفاء والأحرار في العالم عموماً، بإن اعلان ترامب سيسقط ، وان القدس عاصمة دولة فلسطين، وقالت للعالم ان الإمبريالية الأمريكية والكيان الصهيوني يضربون بعرض الحائط جميع القرارات والمواثيق الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
عهد جددت رؤيتها من طفلة الى شابة إن المقاومة والانتفاضة ، وهي استصرخت كل الفصائل والقوى من اجل الوحدة وإحياء المقاومة الفعالة بكل أشكالها، والعمل على خلق انتفاضة جديدة تذكر العالم بأن الكرامة الفلسطينية لا تمس ولا تغتصب بتلك السهولة.
بالرغم من القيد، كانت عهد قوية صلبة مقاومة، حتى المشهد الأخير، ظهرت فيه الفتاة الفلسطينية، عهد التميمي، شجاعة، أثناء محاكمتها من قبل الاحتلال.
لم تدخر عهد جهدًا للارتقاء بالدفاع عن شعبها، فهي اليوم تتصدر المواقع الإلكترونية ،لأن حكاية الفتاة عهد البطلة هي حكاية الجيل الفلسطيني الجديد الجسور الشجاع الذي لا يعرف الانكسار او الهزيمة، وحكاية عهد هي حكاية الصمود والبقاء والتحدي الفلسطيني في وجه الاحتلال ومستعمريه الارهابيين.
من هنا نحن ننحني احتراما وإجلالا لعهد وعائلة التميمي ، ومن خلالهم للجيل الفلسطيني الصاعد الذي يخشاه الاحتلال وتتحدث وسائل اعلامه عن جيل لا يهاب الموت ابدا، فهذا الجيل مثل الفدائية عهد التي تناضل من أجل الحرية وتحرير الأرض، تحارب الاحتلال بطريقتها وهي في ربيع العمر بل في سنوات الطفولة والمراهقة وحملت على أكتافها وعد النضال إلى الأبد.
وفي ظل هذه الظروف نحن نفتخر بعهد و ونفتخر بشابات وشباب فلسطين وفي المرأة والرجل هذا الشعب العظيم الذي يناضل من أجل حريته واستقلاله، شعب يؤمن بانتمائه للأمة العربية ، ولكل
أحرار العالم، وعهد قالت ان الشابة والمرأة تشكل السياج الحامي والناظم لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني وهي في الوقت ذاته مناضلة ومبعدة وشهيدة وهي أم ومربية للأبطال.
عهد التميمي واحدة من النماذج الفلسطينية المناضلة حيث عبرت صرختها بوجه الاحتلال عن صرخات الفتاة الفلسطينية، والمرأة الفلسطينية حيث ترددت لمسامعنا ، وحفر في أذهاننا وذاكرتنا ، وحُجزت لها مكانة متقدمة في سجل النضال، ونحن نفخر بابنة فلسطين، لانها عشقت من خلال اسرها كيف تتصدى للاحتلال.
صحيح انا اتحدث عن طفلة مناضلة شجاعة وزهرة من زهرات شعبي بمرارة ، وخاصة امام الأوضاع المأساوية التي نراها في سجون الاحتلال الصحية والإهمال الطبي وبشاعة معاملة السجانين والسجانات للاسيرات ، وكذلك اشعر بالمرارة لغياب طفلة مناضلة عن اهلها ، وخاصة انها ستعيش التجربة المريرة وتتقاطع بشكل كبير مع تجربة أسيراتنا في سجون الاحتلال .
ان عهد تقدم نموذجا لا يقل رمزية عن قضية الأسرى والاسيرات، سواء أولئك المحكومين إدارياً أو غيرهم ممن يقضون أحكاما ومؤبدات طويلة، من خلال إثارة قضيتهم على المستوى العالمي، ما يقتضي من جماهير شعبنا وقواها الوطنية أن تتحرك في سياق مستمر على الصعيد المحلي والعالمي لمحاصرة حكومة الاحتلال والضغط عليها، من أجل وقف الافراج عن زهرة فلسطين" عهد التميمي " والتعامل مع الاسرى والاسيرات في سجونها، الذين يتجاوز عددهم ستة آلاف أسير كأسرى حرب وإطلاق سراحهم وفقاً لكافة المواثيق والعهود الدولية.
ختاما : لا بد من القول انني انحني واتوجه بالتحية للزهرة الفلسطينية عهد التميمي الأسيرة البطلة الصامدة في سجون الاحتلال، واؤكد ان كل أسيرات وأسرى شعبنا منارات في الظلام ومشاعل يرسمون لنا طريق الحرية والتحرر والعيش في الوطن الحر والمستقل،وبانتظار بزوغ ذلك الفجر علينا أن نكثف ونوحد جهودنا وطاقاتنا وفعلنا قيادة وأحزاب وفصائل ومؤسسات وأفراد من أجل أن ينال أسرانا حريتهم بعزة وكرامة ، ونؤكد ان هذه الطفلة تشكل لنا عنوانا رئيسا بمواجهة سياسة قادة الاحتلال الذين يتوهمون أنهم باعتقال الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني سيضعفون عزيمة هذا الشعب وكسر إرادته، لكن حقائق الصراع تؤكد كل يوم أن هذه الأوهام مآلها الفشل وأن شعبنا عصي على الكسر، وهذا ما أكده الأمين العام الشهيد القائد أبو العباس عندما اعتقل من قبل قوات الاحتلال الأمريكي في العراق حيث جسد نموذج الكبرياء والعزة والكرامة الوطنية الفلسطينية قبل اغتياله.
بقلم / عباس الجمعة