في ذكرى الإنطلاقة الثالثة والخمسون لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح . لا أستطيع في هذا المقال أن أذكر السيرة النضالية لها . لأن السيرة النضالية لحركة فتح في السنوات الثلاث وخمسون تحتاج لكتاب أو مجلد لإمكانية تدوينها بالوثائق والحقائق والمعلومات . ولكنني سأخرج من السياق التقليدي في كتابة المقال . وسأضع نفسي متحدثا وناطقا بإسم حركة فتح . وسأضع فتح في مناظرة ومنافسة أمام حركة منافسة لها على الساحة الفلسطينية . وبالتأكيد أن الحركة المنافسة لفتح هي حركة حماس . مع خالص إحترامي لباقي الفصائل الفلسطينية . وما دفعني لهذه المناظرة ليس من باب الإنتقاص في حركة حماس . فأنا أعلم جيدا أن حركة حماس قدمت الكثير للقضية الفلسطينية ولا زالت تقدم . ولكنني وللأسف أسمع الكثير من أبناء حماس المتعصبين يحاولون التقليل من شأن حركة فتح . وإتهامها بالخيانة أيضا . وهذا ما جعلني أضع نفسي ناطقا لحركة فتح من خلال مناظرة ومنافسة شريفة . الغرض منها تحديد المصطلحات والألفاظ ووضع النقاط على الحروف .
المناظرة : في العشر سنوات الأخيرة إشتعلت الحرب الباردة بين فتح وحماس . وكانت حماس تحدد عناوين لهذه الحرب وهي "خيانة فتح – وإنتصارات حماس" بالإضافة إلى أن حماس نسبت لنفسها الولاية على الدين ونسبت لفتح العلمانية .
وأنا سأحدد في هذه المناظرة ثلاث كلمات لتكون موضوع النقاش وهي "الخيانة – العلمانية – الإنتصارات" وسأتناولها واحدة تلو الاخرى .
أولا : الخيانة . بكل بساطة إن مفهوم الخيانة لغة وإصطلاحا تعني خيانة الوطن من تنظيم معين أو شخص معين . وفي المقابل يترتب على الخيانة عقاب ومحاكم عسكرية . إذا كانت فتح خانت الوطن كما يدعي البعض من حماس . فلماذا المصالحة والقبلات والأحضان . أيها المتناقضين من أبناء حماس هل جزاء الخيانة المصالحة والقبلات والأحضان . فهذا دليل على إتهامات باطلة من شأنها إغتيال حركة فتح معنويا .
ثانيا : العلمانية . ببساطة إن العلمانية ليس مجرد إسم نطلقه على شخص أو حزب . إنما هو سلوك سياسي يترجم على أرض الواقع وهو يعني"فصل الدين عن السياسة" وليس إلغاء الدين . ومن المؤكد وبلا شك أن حماس فصلت الدين عن السياسة . ولا تختلف في حكمها عن فتح بأي شيئ . ومن يريد أن لا يكون علمانيا فعليه أن يحكم بما أنزل الله في كتابه ."تطبيق الشريعة الإسلامية" . وهذا دليل قطعي على أن حماس علمانية بإمتياز .
ثالثا : الإنتصارات . هذه الكلمة سمعناها كثيرا . ويجب علينا تحديدها لغويا حتى نضع النقاط على الحروف .
من وجهة نظري أن الإنتصار يتمثل في عنصرين مهمين . وهما تحرير أرض مغتصبة أو تحقيق أهداف ومطالب .
أما إذا كانت حماس تنسب لنفسها الإنتصار دون الآخرين فهذا خطا كبير تقع فيه .
وحديثي في هذا المجال بالأخص ليس شعارات ولا هتافات . بل سيكون موثقا وبالأرقام .
إذا كانت حماس تقصد أن الإنتصار هو قتل الجنود . فحركة فتح قتلت جنود من اليهود أضعاف ما قتلتهم حماس . و إذا كانت حماس تقصد أن الإنتصار هو بعدد العمليات العسكرية ضد إسرائيل . فتح قامت بعمليات أضعاف ما قامت به حماس . و إذا كانت حماس تقصد أن الإنتصار بعدد الأسرى في السجون . فأكثر من ستين في المئة من الاسرى من أبناء فتح . و إذا كانت حماس تقصد أن الإنتصار في صفقات تبادل الأسرى . فحركة فتح هي الرائدة في الصفقات بدليل صفقة عام 1983 وهي الأكبر في تاريخ القضية الفلسطينية . و إذا كانت حماس تقصد أن فتح تخلت عن البندقية بعد أوسلوا . فأنا أقول لها أن كتائب شهداء الأقصى لا زالوا ضاغطين على الزناد . وأنهم خرجوا من رحم حركة فتح عام 2000 . وبتعليمات من القائد ياسر عرفات . ولا زالوا مرابطين في كل مكان .
أما بالنسبة للإنتصارات السياسية لحركة فتح فاصبحت واضحة للجميع . وليس هناك متسع لذكرها . فإن بصماتها واضحة في المجتمع الدولي والأمم المتحدة . وهي الان في طريقها لدولة فلسطينية كاملة السيادة .
إن هذا المقال لا يكفي في الخوض بالتفاصيل . ولكنه مبادرة مني للخوض في منافسة شريفة بين حركتي فتح وحماس بمناسبة إنطلاقة فتح . وبالتأكيد هذا المقال ليس من باب الإنتقاص من حركة حماس التي قدمت الغالي والنفيس للقضية . ولكنه ردا على بعض أبناء حركة حماس اللذين ينتقصون من تاريخ حركة فتح .
وإن ما ذكرته عن حركة فتح موثق بالأدلة والأرقام ومتاح للجميع على شبكة الأنترنت .
وفي النهاية أتقدم بالتهنئة الحارة لحركة فتح بإنطلاقتها المجيدة . وكل عام وأنتم بخير .
بقلم/ أشرف صالح