النوستالجيا هي الحنين أو العيش في الماضي وهنا بيت القصيد السياسي
في عصر تدفق المعلومات عبر الوسائط والشبكات الإليكترونية والإجتماعية ترى صفحات لها رواد بأعداد كبيرة لازالوا يناقشون في قضايا ذات مضمون قرون وسطى في وقت العولمة الذي نحياه والذي نتج عنه الفردية وتضخم الأنا والمعلومة المتاحة دون تنظير من حفاظ الجدل القديم .. هل مازال هؤلاء بأعدادهم الكبيرة حبيسي معارك القرون الوسطى يهربون في اللاوعي من مواجهة العولمة بخصائصها المعممة حاليا ولا تحتاج المرشدين وفلاسفة الماضي ... يضيعون الوقت فيمن يتحدث لهم بلغة الماضي فيطربون ويناموا مرتاحين من عناء مواجهة العالم الحديث لأنه يحتاج إلى أذكياء إلى حد ما .. الصفحات الرائجة هي من تحمل نوعين قديمين من رواد المكنون النفسي الذي شغل الناس طويلا فنجدها في النقيضين إما مواقع إباحية أو جدل أيديولوجي لاهوتي ونفس الشيء في شبكة التواصل المجتمعي وحتى الفضائيات وهنا أتحدث عن حب الجدل ... لا أدري إن كان هذا له علاقة بالطبيعة البشرية أم لأن النقيضين قد غذتهم العولمة بإعادة قولبتهما وتقديمهما أم أنه لا يستطيع هؤلاء الزوار لتلك النقيضين من مواجهة العولمة التي في عمقها هي مركزة رأس المال وبدل المعرفة بهذه المركزة للتعامل معها بذكاء هربوا لتلك النقيضين الأسهل لما حفظوه وتعاملوا معه في الجنس واللاهوت أسهل عليهم الحوار فيهما وكفى المؤمنين شر القتال.
د. طلال الشريف