حزب الليكود الأكثر تطرفا وعنصرية في ما يسمى بدولة إسرائيل . وهو الذي يقود البرلمان والحكومة . قرر هذا الحزب أن يلعب على المكشوف . متحديا قرارات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي . والتي أعطت صلاحيات للدولة الفلسطينية بعد أن إعترفت بها كدولة رسمية . ونحن كفلسطينيين نعلم جيدا أن إسرائيل لا تريد دولة فلسطينية إطلاقا . حتى ولو كانت هذه الدولة على شبر أرض واحد فقط . فالهدف الأساسي من قرار حزب الليكود ليس فقط لإبتلاع الأرض . بل جاء لإبتلاع الهوية الوطنية الفلسطينية . معلنا بكل بجاحة فرض السيادة والإدارة على أراضي الضفة الغربية وغزة . وكأنه لا يرى وجود سلطة تحكم مؤسساتها بنفسها . إن قرار حزب الليكود يفصح لنا بكل صراحة عن السنفونية المشهورة عند اليهود . وهي أن فلسطين أرض بلا شعب .
ولكن علينا كفلسطينيين أن ندرك خطورة هذا القرار . وحسب تقريري لهذا القرار بأنه أخطر قرار تمر به القضية الفلسطينية . ويجب علينا أن نطرح على أنفسنا سؤالين مهمين وهما . لماذا القرار في هذا التوقيت ؟ وكيف نتعامل معه ؟
من الواضح جدا أن هذا القرار يتزامن مع أصوات الفصائل الفلسطينية التي تنادي بحل السلطة . والفصائل التي تنادي بحل السلطة لا تدرك خطورة هذا الطلب . لأنها في الأساس تسعى لتدمير السلطة . وهي تعلم بأن تدمير السلطة هو مطلب أساسي للكيان الصهيوني . والدليل على ذلك قرار حزب الليكود .
ومن الخطا أيضا التي إرتكبته السلطة أنه قبيل قرار الليكود . كانت السلطة قررت من خلال منظمة التحرير بأن تعتبر نفسها دولة تحت الإحتلال . وهذا قرار غير موفق وغير صائب . لأن قرار بأن دولة فلسطين تحت الإحتلال يعني أنه لا يوجد مؤسسات فعلية للسلطة تقوم بإدارة نفسها . وهذا سيضعف من موقفنا في المحافل الدولية . لأنه إعترافا منا بأننا دولة وهمية ولا يوجد لها مؤسسات على أرض الواقع . ومن هذا المنطلق ستستغل إسرائيل هذا القرار لإثبات عدم أهلية السلطة لإدارة الأرض التي تحكم عليها .
كيف نتعامل مع القرار ؟ هذا سؤال مهم جدا يجب الإجابة عليه بكل صراحة . يجب أن نتصدى لهذا القرار بتثبيت الهوية الوطنية الفلسطينية على أرض الواقع . من خلال التوحيد الجغرافي والسياسي والحزبي والمؤسساتي والمجتمعي أيضا بين الضفة وغزة . ومفتاح هذا التوحيد هو المصالحة الحقيقية . وبعد المصالحة نتجه سويا وجنبا إلى جنب لمساندة القضية وتسويقها في المجتمع الدولي تحت مسمى "دولة فلسطين" وحتى لو كانت الدولة عن شبر أرض واحد فقط . إن مصطلح دولة فلسطين يثير القلق عند اليهود . لأن اليهود أصلا لا يعترفون بأن الفلسطينيين أصحاب أرض . ولا يعترفون أيضا بأن الفلسطينيين قادرين على إدارة مؤسساتهم .
إن المعركة الحقيقية بيننا وبين اليهود ليس بإبتلاعهم للأرض فقط . بل هي بطمس الهوية الفلسطينية بكل تفاصيلها . وقرار حزب الليكود والعب على المكشوف أثبت لنا هذا .
الكاتب الصحفي : أشرف صالح