انطلاقة المارد الفلسطيني والمواجهة

بقلم: عباس الجمعة

انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة انطلاقة الفكرة الوطنية، هي تأكيد عى التمسك بالمشروع الوطني الفلسطيني وبأهداف وحقوق الشعب الفلسطيني، والوفاء لشهداء الثورة الذين استشهدوا في سبيل تحقيقها، للشهيد القائد ياسر عرفات، ولأمير الشهداء خليل الوزير، للشهيدين صلاح خلف وأبو الهول ، لكمال عدوان وأبو يوسف النجار، للأخوين خالد وهاني الحسن، صبري صيدم وصخر، ولماجد أبو شرار وأبو المنذر، للعميد سعد صايل والحمود، إلى كل أولئك الأوائل الذين ساهموا في إطلاق الرصاصة الأولى، وحملوها حتى اليوم، إلى شهداء الثورة الفلسطينية ابو العباس وحكيم الثورة جورج حبش وطلعت يعقوب وأبو علي مصطفى والشيخ احمد ياسين و سمير غوشة وخالد نزال وكمال ناصر والشقاقي، سليمان النجاب وابو احمد حلب وعبد الرحيم أحمد ومحمود درويش وسميح القاسم، وغيرهم الكثيرين.

تأتي ذكرى انطلاقة المارد الفلسطيني في ظل الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره المشؤوم القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني الاستعماري ونقل سفارة بلاده إلى المدينة المحتلة حتى بدأ الكيان الإسرائيلي بجملة من الخطوات التي تتماهى مع هذا القرار العدواني ، مما يؤكد أن الخطوة الأميركية كانت الضوء الأخضر لممارسة المزيد من الإجرام بحق الشعب الفلسطيني، الا ان انتفاضة الشعب الفلسطيني شكلت نموذجا في التصدي لقرار ترامب ووعده وللاحتلال الصهيوني بعزيمة لا تلين رغم وتيرة العدوان الصهيوني ضد هذا الشعب المناضل بقمع انتفاضته من جهة وتهديد الأسرى المعتقلين بالتصفية من جهة أخرى و إصدار القرارات التي تبيح استيطان القدس المحتلة من أوسع الأبواب من جهة ثالثة.

ان ذكرى الانطلاقة المجيدة للثورة الفلسطينية وحركة فتح تأتي هذا العام في ظل أجواء الانقسام مما يستدعي العمل السريع لتطبيق اتفاقات المصالحة وتعزيز الوحدة الوطنية وتفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها على ارضية شراكة وطنية حقيقية والتخلص من الاتفاقات ورسم استراتيجية وطنية ونحن على ابواب عقد المجلس المركزي الفلسطيني ، لتشكل حاضنة للانتفاضة الفلسطينية ، وبما يليق بتضحيات شعبنا وبنضالات فصائله، التي حملت لواء المقاومة منذ ثلاثة وخمسون عاماً.

ان إفشال المؤامرات التي تحاك والحديث عما يسمى بصفقة القرن ، تستدعي تحركا سياسيا ودبلوماسيا وتعزيز الحالة الشعبية في الميدان والعمل على تخفيف معاناة شعبنا وتأمين احتياجاته بما يعزز عوامل الصمود في المواجهة .

إن قرار ترامب ما كان ليصدر لولا تواطؤ الأنظمة العربية الرجعية مع إسرائيل، هذه الانظمة التي فتحت أبواب بلدانها للقواعد العسكرية الاميركية ولمكاتب تمثيل المصالح الاسرائيلية، وهم الذين بددوا ثروات شعوبهم في أسواق البورصات العالمية والإنفاق غير المجدي على مصالحهم وملذاتهم الشخصية وعلى صفقات السلاح المشبوهة ، وهم أيضا من أنفق عشرات المليارات من الدولارات بهدف تدمير سوريا والعراق واليمن وليبيا، خدمة للمصالح الامبريالية والكيان الصهيوني .

وفي ظل هذه الاوضاع نقول يجب تعزيز المقاومة العربية الشاملة وعدم الاكتفاء ببيانات الاستنكار والشجب، تستخدم فيها الاحزاب والقوى العربية كل أشكال المقاومة بمواجهة التحالف الأميركي – الصهيوني الرجعي الارهابي التكفيري ، وهذا يتطلب من القوى اليسارية والتقدمية والديمقراطية العربية تحمل المسؤولية التاريخية ، كما يتطلب من كفاقة الفصائل والقوى الفلسطينية التمسك بخيار المقاومة ، ومواجهة مشاريع الولايات المتحدة لصياغة معالم "الشرق الأوسط الجديد" الذي كانت تعمل على فرضه على المنطقة.

ان المخاطر والتحديات التي تواجه شعبنا وقضيته الوطنية، تتطلب نقل ملف القضية الفلسطينية الى الامم المتحدة والعمل على عقد مؤتمر دولي ، هدفه وضع الآليات لإنفاذ قراراتها ذات الصلة بحقوق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير والدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس .

وامام هذه الذكرى المجيدة نتوجه بالتحية للانتفاضة الباسلة الى شاباتها وفتياتها وشبابها وفتيانها والى شعبنا الفلسطيني والى كل القابضين على زناد الحجر والمولوتوف والسكين والبندقية، وإلى أمهات وأخوات الشهداء والأسرى الذين زغردوا وهللوا لاستشهاد أبنائهم وصنعوا من معاناتهم ملحمة صمود وتضحية وعطاء استطاعت أن توجه صفعة للادارة الامريكية من خلال مواجهة الاحتلال الصهيوني المدعوم بأحدث آلات القمع والدماء من كسر إرادتهم النيل من صمودهم، نقول ان الشعب الفلسطيني العظيم ومعه الجماهير العربية واحرار العالم يقفون اليوم في خنادق الصمود والمقاومة والانتفاضة في وجه قرار ترامب والاحتلال ، وهم يناضلون من اجل العودة والحرية والاستقلال للشعب الفلسطيني، وبناء مجتمع إنساني عالمي تقدمي ينبذ التمييز العنصري بكافة أشكاله ومسمياته، وتحكم شعوبه علاقات قائمة على المساواة والمحبة والتعاون والتعاضد.

ختاما : كل التحية لحركة فتح وهي توقد شعلة الانطلاقة الثالثة والخمسون وتواصل المسيرة، وتحمل راية الكفاح وراية الشهداء والأسرى جيلاً بعد جيل، ونحن نتطلع في هذه المناسبة المجيدة للشعب الفلسطيني المصمم على استمرار انتفاضته، متمسكاً بحقوق شعبنا الوطنية، فإنه يؤكد على موقعه الطبيعي المنسجم مع نضال القوى التقدمية الإنسانية العالمية في مواجهة قوى الاستكبار العالمية، والنضال من أجل الاستقلال والسيادة وتحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية والتكافؤ، ، وهي مبادئ سامية أرستها الثورة الفلسطينية.

بقلم/ عباس الجمعة