بعد قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ، ونقل سفارتها من تل ابيب اليها ، وبعد الصفعة القوية الني تلقتها امريكا في الامم المتحدة ، يجيء تهديد الادارة الامريكية بقطع مساهماتها المالية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين " الاونروا " حال رفضت القيادة السياسية الفلسطينية العودة للمفاوضات مع الجانب الاسرائيلي .
ويشكل هذا التهديد ابتزازًا سياسيًا امريكيًا مفضوحًا ، ويعري الوجه الامريكي القبيح المنحاز طوال الوقت لاسرائيل ، والداعم لمشاريعها الاستيطانية والاحتلالية في المناطق الفلسطينية ، والمنتهك لكل المواثيق والقوانين الدولية .
وكذلك يعكس التهديد الامريكي بلا شك السلوك العدواني الاستعلائي العنجهي والهمجي في التعامل مع قضية الشعب الفلسطيني العادلة ، ويشير الى انتقال ترامب الى الفصل الثاني من خطابه ومشروعه التصفوي في التعاطي مع الملف الفلسطيني ، مستخدمًا ورقة المال كابتزاز واضح لاخضاع السلطة الفلسطينية وارغامها للعودة الى طاولة المفاوضات العبثية ، التي وصلت الى طرق مسدود .
وقد جاء الموقف الفلسطيني سريعاً ازاء التهديد الامريكي بأن " القدس ومقدساتها ليست للبيع " ، وان السلطة لن تعود الى مفاوضات لا تحقق الامال والطموحات الفلسطينية .
الرد الفلسطيني على التهديدات الامريكية بمجملها ، يتطلب المزيد من الوحدة الوطنية ، والتمسك بالميثاق الوطني الفلسطيني ، وبالحقوق الوطنية الفلسطيني ، واتخاذ موقف فلسطيني صلب موحد رافض لكل الابتزازات والضغوطات الامريكية ، والاسراع في اعادة النظر باتفاق اوسلو المشؤوم والغائه والتخلص من أثاره المضرة ، والتصدي لكل التحديات الراهنة التي تهدد مستقبل القضية الفلسطينية ، وذلك بالمواجهة والمقاومة الشعبية المشروعة .
كتب : شاكر فريد حسن