الأستاذ عبد الباري عطوان .. جميعنا نتمنى ما رسمته لحركة فتح

بقلم: رامز مصطفى

مقالة الكاتب الكبير عبد الباري عطوان التي نشرها على موقعه ( رأي اليوم ) ، والتي جاءت بعنوان " أربع مفاجآت جديدة في حوار السيد نصر الله مع قناة الميادين " ، استوقفتني في شقها المتعلق باللقاء بين سماحة السيد حسن نصر الله مع وفد من حركة فتح ، الأمر الذي اعتبره الأستاذ عبد الباري المفاجأة الأكثر أهمية بين تلك المفاجأت الأربعة .
ذهب الكاتب إلى أن اللقاء لربما في توقيته قد شكل تطوراً إستراتيجياً على مستوى المنطقة ، واعتبره يعطي إضافة سياسية وعسكرية مميزة لمحور المقاومة ، ويعزز حضوراً كبيراً للانتفاضة في الداخل الفلسطيني وفي الشتات على حدٍ سواء . وقد عنى له لقاء حركة فتح مع سماحة السيد حسن نصر ، أولاً أن الحركة قد اتخذت قرارها بحرق مراكبها " السلمية ، وانضمت إلى محور المقاومة . وثانياً فتح بصدد قطع كل جسور علاقاتها مع الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة ، وثالثاً ، تتحضر الحركة إلى الانسحاب من " اتفاقات أوسلو " . ووجد الكاتب في النقاط الثلاثة أنها نقلة إستراتيجية مهمة .
من الواضح أن الأستاذ عطوان وهو المشبع بوطنيته الفلسطينية وعروبته ، والانحياز المطلق لخيار المقاومة ، وبالتالي لا يخفي عدائه لثالوث الشر والعدوان والتأمر المتمثل بالامبريالية الأمريكية والعدو الصهيوني والرجعية العربية ، قد ذهب من خلال مقالته في شيء كبير من التفاؤل . كيف لا وإن كنا نحن واياه نتمنى وندعو في كل ساعة أن تستعيد حركة فتح ألق حضورها ودورها على أساس الأهداف والمبادئ والمنطلقات التي صاغتها بدماء شهيدها وشهيدنا الأول أحمد موسى في الأول من كانون الثاني عام 1965 . وتالياً نجد أنّ ما تمناه الأستاذ عبد الباري في مقالته قد تحقق عملياً وأصبح واقعاً وقد أصبحت فتح جزءاً أصيلاً في محور المقاومة الممتد من إيران إلى سورية ولبنان إلى فلسطين . وأيضاً قد قطعت صلاتها مع أمريكا الدولة الأكثر عداء وعدوانية للشعب الفلسطيني ، وهي التي تعمل ليل نهار على تصفية قضيته وعناوينها الوطنية . لتصل القطيعة مع حلفاء أمريكا من رجعيين هم اليوم يسابقون الخطى نحو علاقات طبيعية مع الكيان " الإسرائيلي " ، ويستخدمون شتى أساليب الترغيب والترهيب ضد السلطة ورئيسها السيد محمود عباس من أجل القبول ب" صفقة القرن " . وبالتالي نرى ومعنا الأستاذ عبد الباري عطوان حركة فتح قد أسقطت اتفاق " أوسلو " الذي أعطى فيها من يملك لمن لا يستحق 78 بالمائة من أرض فلسطين .
كل ما ذكره الكاتب الأستاذ عبد الباري عطوان نابع من غيرة وطنية ، وصدقية لا تشوبها شائبة ، في أن على حركة فتح أن تخطو ما ذهب إليه بالحرف ، لأن حركة فتح عليها مسؤولية تصويب المسار لكي نواجه بقوة وصلابة واقتدار التحدي الكبير الذي وضعنا أمامه الرئيس ترامب ، ومن ثم جملة القرارات بدءاً بالليكود الإرهابي ، وليس نهايته قرار " الكينست " الأخير .
ما تمناه الأستاذ عطوان ونحن معه يحتاج إلى الكثير من القراءة ، والتأني قبل أن نُغّلب إسقاطاتنا على ما حصل من لقاء أصفه بالتاريخي بين سماحة السيد وحركة فتح ، لأنه الأول منذ فترة زمنية طويلة ، ولكن بالمعنى الإستراتيجي وما ستيرتب عليه ، ليس من الحكمة التسرع في التفاؤل ، ونرى من السابق لأوانه أن نصدر الأحكام قبل أن نرى خطوات ملموسة مطلوب من حركة فتح أن تخطوها في سياق ما ذهب إليه الأستاذ عبد الباري عطوان .
رامز مصطفى
كاتب وباحث سياسي