الدول العربية وقفت وقفة واحدة ضد قرار ترامب بخصوص القدس وهذا جيد . ولكن هل ستلتزم هذه الدول بتعويض 400 مليون دولار سنويا في حال قطعها من الولايات المتحدة . أم ستكون الوقفة العربية بجانبنا مجرد شيكات بدون رصيد . والهدف منها التلميع أمام شاشات الإعلام .
أولا يجب أن يكون التعريف واضح والتسمية صحيحة لمدينة القدس ومسجدها الأقصى . بما يخص تابعيتها كأرض للمسلمين . حتى نستطيع أن نقيم ولاء المسلمين والعرب ودعمهم لها . القدس في تعريفها الشرعي هي وقف مقدس لكل من هو مسلم على وجه الأرض بغض النظر عن عرقة أو جنسه . أما التعريف القومي والوطني للقدس فهي في الدرجة الثانية تخص كل عربي . ومن هذا المنطلق أستطيع أن أقيم الدعم العربي والإسلامي للقدس بأنه شيكات بدون رصيد . بالطبع أنا لا أنكر الهبة الجماهيرية في بعض العواصم لنصرة القدس بعد قرار ترامب . ولا أنكر أيضا المواقف الرسمية للأنظمة العربية لدعم القدس . وخاصة في الأمم المتحدة ضد قرار ترامب . ولكن هذا لا يكفي لأنه لا يغير من الواقع شيئ . إذا ما هو المطلوب من العرب والمسلمين لنصرة القدس بشكل عملي . الحرب وإستخدام القوة ؟ بالتأكيد لا وهذا الأمر محسوم مسبقا . لأن فكرة نصرة القدس بالقوة لا وجود لها في أدبيات الدول العربية والإسلامية . إذا ما هو المطلوب ؟ بإختصار شديد إن المطلوب من العرب والمسلمين لنصرة القدس هو المال لا سواه . وقد يستغرب البعض منكم لماذا أنا أركز على الدعم بالمال . بإختصار المال هو مصدر القوة للدعم والثبات وعدم الحاجة . ولو دخلنا في تفاصيل الموضوع لوجدنا أن تهديدات الولايات المتحدة للسلطة ترتكز على سلاح المال . وتتشكل بصورة قطع المساعدات والإمدادات الأمريكية للشعب الفلسطيني . والمقصود منها تركيع القيادة السياسية والسلطة والشعب لسياسات الولايات المتحدة . وهناك أيضا قضايا وطنية مهمة ورئيسية قد تحدث لها عملية ضعف وتراجع بسبب نقص الأموال . وهناك الكثير والكثير من الإشكاليات في القضية الفلسطينية بشكل عام وعلى جميع المستويات تتعلق بالمال . إذا فالدعم المادي لنصرة القدس هو مربط الفرص . وهو له تأثير قوي وفعال وقد يغير من المعادلة السائدة في معركتنا مع الإحتلال .
خلاصة الحديث . إن من لا يقدم المال لنصرة القدس فهو ليس جادا في مواقفه تجاه القدس . سمعنا الكثير من الدول العربية والإسلامية تتعاطف مع القدس . ولكن هل بإمكانها أن تلتزم بالمساعدات التي ستنقطع من الولايات المتحدة . هل بإمكانها أن تتصدى للولايات المتحدة وإسرائيل عندما تحاصران السلطة ماديا . والتصدي بعنى أن تدعم هذه الدول ماديا بدلا من الدعم المنقطع .
أنا برأيي أن الدعم المادي الذي تقدمه بعض الدول العربية ليس كافيا لتعزيز الصمود الفلسطيني . فهناك إشارة من الولايات المتحدة إلى بعض الدول المانحة بقطع المساعدات عن الشعب الفلسطيني . والقضية الفلسطينية التي تمس العرب والمسلمين بحاجة تامة إلى الدعم المادي . فنحن نعلم جميعا أن بعض الدول العربية تمتلك الكثير من المال . وتستطيع أن تبني الدولة الفلسطينية وتحمي مقدساتها بواسطة هذا المال . وهناك حقيقة وضاحة مثل الشمس . وهي إذا إجتمع مال الدول العربية مع الصمود الفلسطيني مع القرار والواحد . حينها سيكون إنتزاع القدس من اليهود أسهل من إنتزاع الشعرة من العجين .
بقلم/ أشرف صالح