رايات خفاقة ابداً

بقلم: عباس الجمعة

رايات خفاقة ابداً، ورموز متوهجة لا تنطفئ ،يارفاق الاصقاع الموحشة، هذا ما اريدَ للانسان ، ان يقبع في بيرقه، ودمُه يسيل من اجل فلسطين ، وهو قدرنا ان نحمل البيرق يوما ونواصل الطريق من اجل تحرير الارض والانسان.

للبيرق والدم والشهيد نقول يكتسب إحياء يوم الشهيد لوناً خاصاً ، حيث تكتسب قضية الشهيد أهمية خاصة لدى شعب فقد مئات الألوف من أبنائه في نضاله ضد الاحتلال، ونظراً لعددهم الكبير قياساً مع عدد الشعب الفلسطيني والفترة الزمنية، فأعداد الشهداء مرشحة للتزايد بفعل القضية الوطنية وتعقيدها وطول مدتها وكذلك بسبب خطط الاحتلال العدوانية والمؤامرات الامريكية والرجعية ، فها هم شهداء الانتفاضة الأخيرة الذين تصدوا بلحمهم الحي قالوا لترامب وادارته ولكيان العدو، القدس عاصمة دولة فلسطين وحق العودة حق مقدس ، ولا بد من نيل الحرية الاستقلال والعودة .

منذ الشهيد الاول احمد موسى إلى مصعب التميمي تتواصل مسيرة الثورة و الشهداء ، فهل نكون بحجم تضحياتهم ، فهم وهبوا اغلى ما عندهم للشعب والقضية والوطن، ولقضاياهم السامية في الحرية والكرامة والعدالة من اجل فلسطين حرة مستقلة.

ان شهداء القضية الفلسطينية في جميع ساحات النضال بمن فيهم شهداء النضال الفلسطيني من عرب وأجانب، تتطلع اسرهم الى تعزيز مقومات الصمود الوطني في مواجهة الاحتلال وإجراءاته، وبهدف حمايتهم من مخاطر الانكشاف الاجتماعي.

في يوم الشهيد، نرفع صوتنا عالياً بالهتاف للشهداء وخلودهم، ولنرفعه مدويا في وجه الاحتلال وقطعان مستوطنيه الذين يمارسون يوميا القتل بدم بارد والإعدام خارج القانون، ولنرفعه من اجل الشهداء في وجه كل من يعيق وحدتنا الوطنية ويضع الحواجز بيننا، وفي وجه العالم المتحضر الساكت عن ممارسات الاحتلال، وعن ثقافته العنصرية المتأصلة في الوقت الذي يتشدق بحقوق الإنسان، لأن صمته يساعد في ارتكاب المزيد من الجرائم وفي تمريرها..

اليوم يتجدد الحضور للانتفاضة الفلسطينية، حيث تقودها طليعة من شابات وشباب فلسطين وفاء للآلاف من رفاق الدرب المضيء، الذين وهبوا اغلى ما عندهم للشعب والقضية والوطن، للشهداء الشامخون، وقوافلهم غيرُ المنقطعةِ مقدامةً لا تتهيب ولا تكف، هم من نحيي ذكراهم في هذا اليوم، نحيي ذكراهم ونمجد مآثرهم وهم يتحدون الموت ،اليوم نتذكرهم جميعا، رايات خفاقة ابدا، ورموزا متوهجة لا تنطفيء، تهدي مواكب النضال، وتنير درب المناضلين من اجل تحرير الارض والانسان.

نتذكر في هذه اللحظات الرئيس الرمز ياسر عرفات وحكيم الثورة الشهيد القائد جورج حبش ، ورفاقه الشهداء القادة ابو العباس وطلعت يعقوب وابو جهاد الوزير وابو علي مصطفى وابو احمد

حلب وسمير غوشة وابو اياد وعمر القاسم وفتحي الشقاقي وبشير البرغوثي واحمد ياسين وعبد الرحيم احمد وزهير محسن وسعيد اليوسف وجهاد جبريل ، ونقول بان الشعب الفلسطيني شعب التضحيات ، هذا الشعب المؤمن بثورته ونضاله وانتفاضاته وهباته ، يستدعي من الفصائل والقوى والاحزاب الفلسطينية اعادة مسار الثورة والنضال الى مكانته حتى يبقى الجميع وفيّا لكل شهداء فلسطين، ملتزمة بالمبادئ العظيمة التي ضحوا بأرواحهم من اجلها ووفيّا لأسر الشهداء والجرحى والأسرى المناضلين الصامدين ، وهنا بالضبط تتبدى الضرورة التاريخية التي تتطلب تركيز أهدافها ومهماتها الثورية عبر الانتفاضة المتجددة ، وان يتحمل الجميع مسؤولياته في ذلك، باعتبار ان الانتفاضة تشكل في هذه المرحلة طليعة النضال الوطني الفلسطيني ، وتجسد معاني الكفاح من اجل تحرير الارض من الاحتلال الاسرائيلي، فالشهداء القادة شقوا طريقً الكفاح ورسموا فيها اسلوباً نضاليا وما زالت العيون شاخصة باتجاه تحرير فلسطين والاراضي العربية المحتلة.

من هنا نقول ان رسالة المجلس المركزي الفلسطيني يجب أن تكون واضحة، من اجل دعم انتفاضة شعبنا والخروج بقرارات تليق بالتضحيات التي يقدمها لتجسيد الدولة على الأرض ومواجهة الاحتلال وكنسه، من خلال اتخاذ قرار المواجهة وتوفير متطلباتها على كافة المستويات.

ولا ننسى في هذا اليوم شهداء مخيمات اللجوء والشتات وكم يجدر بنا اليوم وفي كل حين، ان نعود الى عِبَرهم ونستلهم الدروس، ونحن نواصل نضالنا العادل، ونعد بالسير دون وهن او تردد، على طريق حرية فلسطين.

ختاما : نحتفي بالشهداء في يومهم السنوي، لا يفوتنا ان نحيي ذكرى عموم الشهداء من ابناء شعبنا ومن ابناء المقاومة ، الذين سقطوا في ميادين القتال المشرف ضد العدو الصهيوني و قوى الارهاب، ان نؤكد على اهمية مواصة الدرب ومواجهة التحديات بدون تردد، موحّدا مع كل قوى المقاومة وكل القوى اليسارية والتقدمية والديموقراطية، و نجدد عهدنا لكم ولشعبنا بالدفاع عن أهداف وحلم وقيم الشهداء، و سنمضي الى ما نريد نحو تحقيق اهداف شعبنا في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

بقلم/ عباس الجمعة