الاعلام “ الكاذب“: قناة الجزيرة وصحيفة نيويورك تايمز مثالاً !!

بقلم: عبد القادر فارس

يوصف الاعلام عادة في الأوساط السياسية , بأنه السلطة الرابعة , نظرا لما له من تأثير وتسلط وتوجيه للرأي العام , ولكن يوصف أيضا بأنه " مهنة الكذب " , في كثير من الأحيان إذا تم استخدامه استخداما في غير وجهته الصحيحة , خاصة من قبل الدول أو الجهات أو المؤسسات التي تسيطر عليه وتسيره , وللأسف أن البعض ممن لا يعرفون الاعلام وتوجهاته , ممن يطلق عليهم صديقي الحقوقي الاستاذ " خالد الزرد" لقب ( جنرالات الفيسبوك ) , الذين يتلقفون أي خبر تنشره وسائل اعلام الكذب والتلفيق , ليبنون منه منشورا " ملتبساً" لمهاجمة نظام أو سلطة أو دولة , لا تروق لهم , أو لتوجهاتهم وآرائهم السياسية .
وفي هذا المقال سأسوق مثالين للكذب والتلفيق الاعلامي الذي تروجه بعض وسائل الاعلام :
أولا : " الجزيرة " ( قناة الكذب والعهر السياسي ) : والتي تصف نفسها بأنها قناة المصداقية , والرأي والرأي الآخر , بينما هي قناة الفتنة والرأي الواحد , وباتت تعرف أنها ذات توجهات اعلامية تخدم النظام القطري , وتروج للرواية الاسرائيلية من خلال استضافة المسؤولين والاعلاميين الإسرائيليين , وتضع في نصب أعينها وجميع برامجها ونشراتها الاخبارية معاداة أكبر دولتين عربيتين ( مصر والسعودية ) , وكانت آخر كذبة ما خرجت به , من أن السعودية ومصر رفضتا عقد قمة طارئة بشأن القدس خلال الاجتماع السداسي لوزراء خارجية المتابعة العربية , الذين اجتمعوا في الأردن , لبحث كيفية مواجهة قرار الرئيس الاميركي ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الاسرائيلي , ونسبت الخبر الكاذب لـــ " مصدر أردني " دون أن تسميه , ونحن تعلمنا في الاعلام أنه حين ينسب الخبر لـــ " مصدر مجهول " فهو خبر غير صادق , حيث لم يصدر من الأردن الذي استضاف الاجتماع , أو أي من وزراء الخارجية المشاركين , بمن فيهم وزير الخارجية الفلسطيني , وهو ما ينفي صحة الخبر الذي روجته قناة " الجزيرة " , وصدقه البعض ممن لا يعرفون ما يمارسه الاعلام في بعض الأوقات , ولا يميزون بين الصدق والتلفيق .
أما العهر السياسي الذي تمارسه الجزيرة فخير مثال لذلك , عندما أقامت قناة الجزيرة الدنيا ولم تقعدها, حول قيام السعودية بمنح تأشيرات للاعبين إسرائيليين , ومشاركة وفد اسرائيلي في بطولة الشطرنج بالرياض , وأن السعودية شرعت بالتطبيع مع اسرائيل من خلال الرياضة , وبدأت تروجه معها وسائل الاعلام التركية وقنوات فضائية تابعة لجماعة الاخوان المسلمين , غير أن السعودية نفت ذلك وفضحت كذب وادعاءات الجزيرة وأخواتها , وقالت السعودية إنها لن تسمح بمشاركة اسرائيل , حتى ولو ألغيت البطولة بأكملها , ورضخ الاتحاد الدولي للشطرنج , وأقام البطولة في الرياض دون مشاركة اسرائيل ... اليوم تقام بطولة للتنس في دوحة قطر بمشاركة لاعبين اسرائيليين دخلوا قطر بكل ترحاب , وربما بدون تأشيرة مسبقة , وسط ترحيب اسرائيلي بالمشاركة في هذه البطولة في ( دوحة العرب ) , دون أن تتحدث الجزيرة عن تطبيع قطري , ودون ضجة اعلامية كما فعلت عن مشاركة " مزعومة " للاعبين إسرائيليين في السعودية , وهذا هو العهر السياسي الاعلامي بعينه .
ثانيا : صحيفة " نيويورك تايمز " : التي نشرت خبرا يزعم أن مصر والسعودية وافقتا ضمنيا على قرار ترامب أن تكون القدس عاصمة لإسرائيل , وتؤيدان أن تكون رام الله عاصمة لدولة فلسطين , حيث سارع "جنرالات الفيسبوك" لنشر الخبر وترويجه ومهاجمة مصر والسعودية ووصفهما بالخيانة وبأقذع الأوصاف ... مصر سارعت إلى نفي هذا الكذب والتلفيق من الصحيفة الاميركية , التي يسيطر عليها ويديرها اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة , وقررت عدة جهات واشخاص ممن وردت أسماؤهم في تقرير الصحيفة مقاضاتها على كذبها وتلفيقها ... بينما أعلنت السعودية وبلسان وزير خارجيتها عادل الجبير , أن الرياض متمسكة بثوابتها تجاه قضية القدس , والتأكيد على أنها عاصمة فلسطين , وأنها رفضت في حينه اعلان ترامب القدس عاصمة لدولة اسرائيل , دون الالتفات إلى ما تروجه وسائل اعلام مشبوهة بشأن موقف السعودية تجاه القدس وفلسطين ... هذان مثالان من واقع الاعلام الكاذب والمأجور , حدثا خلال الساعات الماضية , ولنعلم إذن أن الاعلام الموجه , كثيرا ما يمكن أن يوصف بــــ " مهنة الكذب " .

د. عبد القادر فارس