فجأة، ومن دون مقدمات، خرجت اسرائيل بلسان كبار مسؤوليها، تطالب بإلغاء “الأونروا” ـ أي: “الوكالة الدولية لإغاثة اللاجئين”، وهي المنظمة الدولية الوحيدة التي تُعنى بشؤون الذين رحلهم الاحتلال الاسرائيلي من بلادهم فلسطين، والجأهم إلى البلدان العربية المجاورة، ونال لبنان نصيبه منهم وهو عدد وصل ذات يوم إلى بضع مئات من آلاف اللاجئين.
.. وبعد سنوات من التهجير والتشرد وسكنى المخيمات، أشفقت الامم المتحدة على هؤلاء اللاجئين فأنشأت “الوكالة الدولية لغوث اللاجئين الفلسطينيين”.. لكن الضغوط الاميركية نجحت في اسقاط حرف الـ P من تسمية هذه الوكالة، وهكذا ذهب توصيف مهمتها وتحديدها حصر باللاجئين الفلسطينيين، فباتت وكالة دولية مفتوحة لإغاثة اللاجئين.. من دون تحديد هويتهم.
اليوم، وبعد تضاؤل الاهتمام بالقضية المقدسة، و”تنصل” اهلها العرب منها، تجرأت الولايات المتحدة ومعها اسرائيل فوقف نتنياهو يطالب بإلغاء هذه الوكالة الدولية التي نجحت ـ في ماضيها ـ في تعليم اللاجئين الفلسطينيين، وتدريبهم على مهن مختلفة يمكن أن توفر لهم العيش الكريم..
…وتعجبين من سقمي… صحتي هي العجبُ..
طلال سلمان