دون عمليات المقاومة البطولية للمحتلين، هنالك شك في نضوج الشخصية الوطنية الفلسطينية، وهناك طعن في المسار التاريخي المقاوم للشعب الفلسطيني، وهناك عدم ثقة في الانتماء لتراب فلسطين، ينجم عنه استخفاف صهيوني بالفلسطيني حاضراً ومستقبلاً، ويتجلى بحالة الفجور الفاضح في الاعتداء والقتل والسجن والتسلط والاحتقار والتصفية لمجمل القضية الفلسطينية.
دون عمليات المقاومة البطولية، تفقد الأشياء قيمتها على أرض فلسطين، فالألوان باهتة، والأفكار عارية، يجردها من تاريخها الرئيس الأمريكي ترامب حين يعتدي على القدس، ولا يسمع العالم أزيز الرصاص، وحين يضم حزب الليكود الضفة الغربية إلى دولته الغاضبة، ولا يسمع اليهود صوت التفجيرات تدوي في قلب المستوطنات، وحين يشرع الصهاينة قانون الإعدام للأسرى الفلسطينيين ولا يرى قادة الكيان الصهيوني بريق اللهب الثوري يطفئ الأنوار في المغتصبات الصهيونية!
لقد جاءت عملية شباب نابلس البطولية لتقول للفلسطينيين قبل العرب: نحن أحياء، وجيل النار لم تنطفئ فيه شعلة المقاومة، وزخات الرصاص التي دوت بالقرب من جبال جرزيم وعيبال، سيكون صداها في جبال الخليل وأريحا ورام الله، فالمقاومة لما تزل خيار الشعب الفلسطيني، والإبداع في المواجهة لما يزل لغزاً يفاجئ الأعداء الإسرائيليين، ويحبط مخططات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وكل من يتعاون معهم ضد المقاومة من الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
جبل النار يتصدر المواجهة، ويرفع رأس العرب جمعيهم، وهو يعلن أن الصمت على الاحتلال دون مقاومة عار، وأن الخوف من فظائع الاحتلال وجرائمه عار، وأن اختيار الموت بمشنقة الانتظار على طاولة المفاوضات عار، وأن التشكيك بقدرات الشعب الفلسطيني وإعجازه في المقاومة عار، ولذلك فإن الضربة القوية والمفاجأة التي وجهتها مدينة نابلس للأعداء، والتي نزلت عليهم كالصاعقة، لن تمر بلا عقاب جماعي، وبلا ممارسات قمعية مسعورة من أعداء المقاومة، أكانوا صهاينة أو من يتعاون معهم من المنسقين، وهنا تقع المسؤولية على كاهل شباب نابلس وصباياها، وهم يتكاثفون مع بعضهم، ويشكلون الدرع الواقي للمقاومة، والحصن المنيع من اختراق المندسين، فالصهاينة ضعفاء جداً دون مساعدة العملاء.
جبل النار الذي يقود المرحلة بحاجة إلى مؤازرة من أهله في الخليل وبيت لحم وبيت جالا وسلفيت وعزة وبيت فوريك وأبو ديس وخان يونس وقلقيلة ومخيم جنين وحلول ودورا وجباليا وكل شبر من فلسطين، رفع رأسه حتى طال السماء السابعة، وتفاخر بأنه فلسطيني، وأنه ينتمي إلى نابلس المقاومة، والتي عبرت عن وجدانه، ونطقت باسمه من خلال الرصاص الذي مزق صلف وغرور وعنجهية المستوطنين وأجهزة المخابرات الإسرائيلية.
د. فايز أبو شمالة