رائدة غزاوي صوت شعري قوي العاطفة قادم الينا من ربوع عرابة البطوف في الجليل الغربي .
عرفت رائدة من خلال صفحتها الفيسبوكية ، وقرأت لها بعض القصائد في عدد من المواقع الالكترونية المحلية والعربية ، ووجدت في هذه القصائد روحًا شاعرية شفافة وحسًا مرهفًا ، وتحكي آلامنا وهواجسنا وجراحاتنا وأوجاعنا العميقة ، وتنبض بمشاعرها المتأججة في صدرها .
رائدة غزاوي شاعرة ذو ثقافة أدبية عالية ووعي ثاقب ، عاشقة للحياة والحرية والشعر ولهويتها ، وتنتصر للقيم الكونية التي تؤمن بها وتسعى الى احقاقها ، كالعدالة والحرية والمساواة وقضية المرأة . وهي مخلصة لهاجس القصيدة وفن الكتابة ، ولجت عالم الابداع منذ نعومة اظفارها ، والشعر هو الوطن الذي يسكنها ، وتشارك بقصائدها في المنتديات الشعرية والامسيات الثقافية ، وما يميزها هو الاسلوب والنزعة ، ويغلب على كتاباتها طابع العمق الروحي والعاطفي ، وتستفزنا برؤيتها الأنثوية الانسانية .
قصائدها تراتيل فنية للروح ، وصورًا للانسان والوطن ، وتساؤلات صارخة ، وانتظارات صامتة ، تتسم بالعفوية والفنية الجمالية ، وتزخر بالشعر الناعم القوي ، والاحساس المتفرد الذي يذوب حنينًا كضوء القمر .
نصوص رائدة ابداعية محتشدة وأنيقة ، مكتوبة بلغة شعرية جميلة ، تؤثر فينا وتجذبنا اليها ، فهي كعطر زهرة متفتحة شفافة ، وكشحرورة تغرد وتقف على أفنان شجرة صنوبر في عالي الجليل ، وتصدح بأنغام موشحة بالحب والأمل والأحلام وموشومة بالحزن والشجن والألم .
وتتعدد الدلالات وانثيالات المعاني تجاه الوطن والغربة والحب والموت والماضي والحاضر والفرد والجماعة ، وهذه الرؤى مجتمعة تمثل رؤيتها للحياة .
وتتنوع مضامين رائدة غزاوي ، ويشع منها فرح متخم بالصدق ، وحزن وألم وحسرة وأمل ، وهي لا تذهب الى تأويل ملتبس في ثوب قصيدتها ، فهو شفاف حتى في أشد الحالات كثافة ، أما عند البوح الصادق فالمشهدية عندها في كمال انسيابها كأنها ترجرج الماء زلالًا :
أثملتني . أسكرتني
في خطاها ... أثقلتني
لها في الجمال وصف
كأنها فوق الوصف
أفنان وحفيف
منهدة .. بنهدين
لها مناقير
تقسم بالرمان سواها
لا شراب ولا رغيف
حطت على المساء برنوة
اشجت من قبلها عنادلا
كانت بالغناء تستغيث
يا لوشاح شفيف ... به توجتني
و حين قبلتني ... وقبلتني
أسلمتُ لحوني ...
وكفي بكفي
نادى خصرها الرهيف
فكيف بألواني ألا أنقشها
قصيدة .. أورقت في فصل الخريف
وأستطيع القول ، أن رائدة غزاوي تتعامل مع نصها الشعري والنثري بمسؤولية ، وتدأب على تطوير أدواتها ولغتها بحذر شديد ، ولكن بتواصل ، ما يعطيها نبضًا شعريًا أكثر حرارة ودفئًا . وهي تميل للجملة الشعرية ونحو التصويرية ، وفي نصوصها نظرات تأملية رومانتيكية مليئة بالمشاعر والأحلام .
رائدة غزاوي غيمة لا تعرف أين تمطر ، وهي الظبية التي تجري وتعدو في ساحات الأدب ، واليمامة التي تهدل ، وهي زهرة الصبار إذا ما نزل المطر ، وهي الجرح في الجراح حين تعصب الرأس ، وهي النص في النسيان الذي يشحذ كل ذكرى .
فللأخت والصديقة والشاعرة رائدة غزاوي أجمل التحيات والتمنيات بمواصلة المشوار على خطى ثابتة ، ودمت بحضورك الياسميني الألق ، والى الأمام .
بقلم : شاكر فريد حسن