مجازر الجامعات في بلادنا... أبشع مما يحدث في بورما ...!!

بقلم: حامد أبوعمرة

عندما يتم حرمان طلاب كلية الهندسة أو غيرهم بإحدى الجامعات في بلادنا هنا في غزة من دخول قاعة الامتحان ،لأنهم لم يتمكنوا... من دفع أو تسديد بقية رسوم الفصل الأول ...؟!! إّذا ماذا يمكننا أن نسميه ...بل وصل الحد بأسوأ صورة وسط حالة من الابتزاز والجشع إلى حد مساومة الطالب ...أن يدبر أمره لدخول القاعة ، ولو مبلغا وقدره خمسين شيكلا وإلا فعليه أن يقدم اعتذارا لإدارة الجامعة والتي بدورها متعاطفة معه تقبل الاعتذار ...! أليست هذه قرصنة واستغلالا وطمعا وجبروتا وبطشا بمستقبل أولئك الطلاب ...؟! ثم هل من المستحيل أن يقدم الطالب الامتحان ثم عند معرفة النتيجة ،يجب عليه أن يدفع ولو جزءا من الرسوم ،وليس كل الرسوم ِ تقديرا للأوضاع المادية الكالحة كسواد الليل ...ومراعاة لظروف الأهالي ...ثم أين سيذهب الطالب في نهاية المطاف هل سيترك شهادته رهن الجامعة أم انه بكل الطرق وبعدما تتيسر الأمور يسدد ما عليه لينال شهادته ... !! إذا كان في الجامعات المصرية يعني ليس في بلادنا تتم مراعاة الطلاب الفلسطينيين الغير قادرين على دفع الرسوم الجامعية بل تصبر عليهم إدارة الجامعة لبعد انتهائهم من الامتحانات ،ولكي يعرف نتيجته آخر العام عليه دفع مبلغا من الرسوم ...إذا كان ذلك ما يحدث في مصر فأين نحن من تلك المهازل التي نشهدها في بلادنا ...كم تمنيت لو تم معاملة أولئك الطلاب بالجامعات وخصوصا الذين لا يستطيعون حقا دفع الأقساط ،وبعد التحري عنهم على الأقل كما تعامل البلديات التي تترك المواطن يتوسع بالبناء إن تم خلسة عنها ،وتترك تراكم الكهرباء ورسوم البلدية من كهرباء ونظافة وغيرها وعند البيع أو الشراء تتم المحاسبة للمواطن ...أني متأكدا لو أن طه حسين حيا اليوم وعلم بما يحدث لرفع دعوى قضائية ضد إدارة الجامعات التي تستغل المواطن ...تلك الجامعات التي تحولت من مجانية أو شبه مجانية للتعليم إلى شركات رؤوس أموال أو توظيف أموال وتلك هي أعلى مراحل الرأسمالية هي أعلى وأبشع من الامبريالية التي تكلم عنها لينين ونيتشه وغيرهم ...فعلى إدارة الجامعات في بلادنا مراجعة تعاملاتهم البغيضة ،بحق الطلاب وتيسير أمورهم ،بدلا من تدمير مستقبلهم ومستقبل الوطن ...ولو كانت هناك محاسبة رسمية أو رقابة من قبل حكومة الدولة لتغيرت أمورا كثيرة ...لكن إذا رب ِالبيت ِ بالدف ِ ضاربا ......ولا نقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل ...!

بقلم /حامد أبوعمرة