تطوران من المؤكد أنهما سيرخيان بظلالهما على عقد اجتماع للمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية بعد أيام في رام الله المحتلة . هذين التطورين قد تمثلا ، أولاً بما جاء في تصريحات السيد أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية والمقرب جداً من رئيس السلطة السيد محمود عباس ، حيث كشف مجدلاني في تصريحات له على شاشة " تلفزيون فلسطين " اعترف فيها : " أنّ المقترحات الأمريكية حول عملية السلام في الشرق الأوسط والمعروفة بصفقة القرن , تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية . والإدارة الأمريكية كانت قد نقلتها إلى السعودية التي بدورها نقلتها للسلطة الفلسطينية " . مضيفاً :- " أن الصفقة تقوم على تصفية القضية الفلسطينية , وإنشاء حلف إقليمي ضد النفوذ الإيراني في المنطقة تكون إسرائيل جزءا منه ".
وعلى الفور بادرت رئاسة السلطة بالقول : - " أن التصريحات الصادرة عن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني لا تمثل الموقف الرسمي الفلسطيني ، إنما تمثل الموقف الشخصي لمجدلاني ، ولا تعبر بأي حال من الأحوال عن موقف القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس ، ولا تستند إلى معلومات من مصادر رسمية فلسطينية " . رد رئاسة السلطة على تصريحات المجدلاني ، وإن حملتها الصفة الشخصية ، إلاّ أنها لم تنفي تلك المعلومات التي أفصح عنها عضو اللجنة التنفيدية أحمد مجدلاني . والحقيقة تقتضي القول أن مجدلاني لا يمكن أن يكون ليتصرف من تلقاء نفسه ، لو لم يكن هناك ضوء أخضر ، أو أقله غض نظر من رئيس السلطة ، لأنه من المعلوم أن المجدلاني يعتبر من الدائرة الضيقة والموثوقة المحيطة بالسيد محمود عباس .
وثاني هذين التطورين ، ما جاء على لسان محافظ مدينة نابلس المحتلة اللواء أكرم الرجوب من إدانة لعملية نابلس البطولية التي استهدفت سيارة للمستوطنين الصهاينة قرب بلدة صرة جنوب مدينة نابلس ، وأدت إلى مقتل الحاخام الصهيوني " رزئيل بن ايلانا " . وقد قال الرجوب في حوار مع الإذاعة العبرية العامة :- " إن الأجهزة الأمنية الفلسطينية في نابلس قامت بكل ما عليها ، بعد ورود معلومات حول نية بعض الأشخاص تنفيذ عملية في الأيام القادمة ، لكن التقصير كان من الجانب الإسرائيلي الذي لم يتحرك وفق ما قدمنا من معلومات " مؤكداً " أن الأجهزة الأمنية ملتزمة بمبدأ التنسيق الأمني ، ولن تحيد عنه ، وأنها ستعمل بكل قوتها للوقوف على ملابسات هذه العملية المرفوضة ، التي تضر بعملية السلام مع الإسرائيليين " .
التطوران اللذان طفيا على سطح المشهد الفلسطيني المأزوم ، من شأنهما أن يدفعا بعض الفصائل إلى إعادة النظر المشاركة بأعمال المجلس التي جاءت الدعوة إلى عقده من خارج التوافق والتفاهم الفسطيني الذي كان يفترض بالضرورة أن تكون هناك اجتماعات عاجلة ومفتوحة للإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير ، كمقدمة تسبق أعمال المجلس المركزي. ولكن وعلى الرغم من كل المصائب والمحن والتحديات الخطيرة ، وما يعمل على تنفيذه من " تصفية القرن " ، لا زالت عقلية الاستئثار والتفرد هي المهيمنة على الساحة الفلسطينية .
رامز مصطفى
كاتب وباحث فلسطيني