لماذا نكتب

بقلم: كرم الشبطي

لأننا بصراحة نصرخ من داخلنا ولا نريد أن نتكلم
قد نشعر بالهدوء أكثر وبعيد عن الضجيج المتلاحق
إن سمعنا الأخبار نحزن ونحن نتابع القهر للانسان
لا وطن ولا أحرار وكل ما يقودنا قدر أحمق بالظلام
تخيلوا معي هذا الخبر كيف وقع علينا بالصدمات
يقال أن غزة أصبحت الجنة لأنه يحكم علي الأرواح
هنا عقاب لا يقارن مع كل من يتخد الإجراءات بحقنا
كان نفسي دعوتهم لزيارة الأسواق حتي يرون الناس
امرأة مسنة تشحد وغيرها مقنع بالخوف وهي الصغيرة
تلملم تحت البسطات بعض من الخضار لترجع به للأطفال
انظروا لهذا الشاب كيف يترجاك من أجل شيكل لا يذكر
يريد حملك علي الأكتاف كي يعتاش وعينه علي الأكياس
حرمان تراه يتفجر من الدموع علي الوجه الجميل له
طفل يمد يده وصديق آخر يساعده كي يفطر ويسد جوعه
خرجت من هذا وذهبت للمحلات وكل الأصحاب يشكوا الحال
دفاتر وديون واوراق وما تسمعه لا يسر الآذان بالجرائم
كيف تحولنا لكل هذا وانا ابحث عن الجنة التي سمعتها
بحرنا أصبح أخضر وملوث من المجاري والمياه العادمة
الهواء تشعر به داعشي والفقر قد أكل العقل بالهروب
يهربون من هنا ويريدون الإنتقام وغيرهم يبحث عن الحياة
وصل البعض وعدي البحار والمحيطات بالمجازافات الخطيرة
أيعقل هروب كل هذه الأعداد من الجنة التي يروجون لها
احرار الوطن وصادقين العهد والوفاء هم من هجروا الأرض
بعدما كان بهم الحلم عودة وتحقيق لهدف بعد سنوات الغربة
خريجين يتحولون لبائع شاي وقهوة في ظل العدم القاتل لهم
البطالة عدوهم وعن اللاجئين المهددين يحلمون بعصا مكنسة
كل خمس سنوات تظهر مرة وكل ثلاث شهور تعود دورة كابونات
مساعدات وطابور وارقام لا تعد ولا تحصي تقدم علي التسجيل
اتحدث عن نسبة العزوف للزواج وكم وصلت للعانسين والفتيات
أم مجازر الجامعات بحق الطلاب والدفع المسبق قبل الساعات
العمال والطبقات الكادحة تقاتل كل يوم من أجل ما يتوفر
رزق بسيط في حالة التوفر للعمل وبعدها يحيا علي الملح
والزعتر لا يختفي من البيوت في حالة الرخص للخضروات فقط
حتي طابور المجمدات منعوه ولم تعد تدخل كما يقول التاجر
عن العرب تحدث بلا حرج والحال موحد هنا مع الكثير بالألم
يفتقدون الأمل ويصارعون علي نحو أفضل بشكل بسيط من الضوء
عشنا سنوات ووصل بنا الحال لثلاث اربع ساعات من الكهرباء
أخاف أن تخونني الذاكرة وأنسي بعض البطولات للسياسة العمياء
هكذا هم بالإنقسام والمصالحة سلحفاة مريضة تبحث عن البصيص
كما يتمناه شعبنا ويحلم أن يعود كما كان بالحب والسلام والرغد
سمعناه من قبل ولن ننساه والتاريخ وثق كذب معكوس علي الدوام
شعارات وتعود علي عادات قبيحة ولا ترحم شعب عاني الأمرين منهم
وما زال تكريس الموقف يجسد حقيقة وامتناع عن وحدة القرار لهم
رغم صعوبة الموقف وما حصل للقدس والهبات الضعيفة سببهم المر
كل طرف يريد الإستفراد بنا وكأننا قطيع من الأغنام نصمت ونستمع
كما حاول البعض من الأنظمة فرض الرأي بطريقة الصفقة والتصفية
لكننا لم نصل لهذه المرحلة الذي نبيع فيها قدسنا وترابنا غالي
مهما كانت المليارات المقدمة وتهديدنا بقطع المساعدات ستفشلون
سنعود يوماً والبندقية لن تغيب كما حصل بالرد من فرسان نابلس
جبل النار والثورة وطن الأحرار والشرفاء مهما طال عمر الإحتلال
يقتصر ويقترب من الإنتهاء ولكن علينا تدقيق الحسابات خير دفاع
الحكمة والنضال عبر مراحلنا طريق طويل ومعبد بالشهداء الصادقين
هناك أسري تنتظركم وجرحي تصرخ فيكم وآلام تريد التسامح الحقيقي
من يقاوم لا يبحث عن سلطة وعلي السلطة توفير ما يلزم للحماية
هناك قضايا أخطر تحاك ضدنا وعلينا تقدير الموقف بصلابة وتحدي
نتمني من مجلسكم المركزي طرد السفير الأمريكي ومحاسبة من دعاه
لا نريد تناقض ونريد الحقيقة وهذه ليست دبلوماسية فريدة النوع
من قاطع المجلس عليه العلم بتوفير البديل ولا تصحيح من الخارج
معركتنا هنا مهما اختلفنا ويجب التوحد بصدق الضمير إن بقي لكم

القلم كرم الشبطي