منذ أن أعلنت حركة حماس عن اصابة عضو مكتبها السياسي المهندس عماد العلمي بطلق في رأسه , ونقله بحالة الخطر الشديد , ودخوله في غيبوبة , أو موت سريري , في مستشفى الشفاء بغزة , منذ حوالي أسبوع , لم يصدر من حركة حماس أي توضيح عن الحادثة , أو عن حالته الصحية , وما قيل حتى الآن بشأن الحادثة غير مقنع , فلا يعقل من شخص يتفقد سلاحه أن يصوبه لرأسه !!
خلال اليومين الماضيين , قرأت مقالين هامين كتبهما الصديقان في الحركة الاسلامية , مقربين من المهندس عماد العلمي , ورفيقان له في حركة حماس , هما المهندس عماد الفالوجي - الذي خرج من حركة حماس - , والدكتور أحمد يوسف الذي يوصف بأنه من الحمائم أو المعتدلين داخل الحركة , اللذين كتبا عن القائد العلمي كل ما يتمناه أي فلسطيني من صفات حميدة أخلاقيا ووطنيا في أي قائد فلسطيني , ومما ذكره الدكتور أحمد يوسف أنه لم ير صديقه وزميله عماد العلمي منذ نحو عام , وأن عائلته كانت ترفض الزيارات حتى من أقرب المقربين , بسبب حالته الصحية التي لا تسمح باستقبال أحد , علما أن القائد العلمي تعرض لإصابة خطيرة خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014 , أدت إلى بتر إحدى رجليه , ولم يظهر بعد ذلك أي نشاط له , إلى أن أُعلن عن اصابته الأخيرة .
التساؤل المشروع على لسان الجميع عن الحادثة وعن وضع القائد العلمي , لأنه ليس شخصية عادية فهو شخصية فلسطينية قيادية واعتبارية , ومن حق كل فلسطيني أن يعلم الحقيقة , وقد جاءت تساؤلات الدكتور أحمد يوسف تؤكد ذلك , لكنه لم يصرح بذلك علانية – كمن في فمه ماء - واكتفى بالتلميح , حين قال في مقالته : ( على لساني وفي عقلي كلام كثير، ولكن أوجاع اللحظة والغياب، وحالته الخطرة في المستشفى تقدم أولوية الدعاء له بالرحمة والمغفرة وتمنيات الشفاء على أي تساؤلات أو تفسيرات أخرى، ليس اليوم مجال إثارتها أو حتى التفكير بها ) .
مع دعواتنا للقائد عماد العلمي بالشفاء والعافية , والعودة لأهله وشعبه من غيبوبته ... لدينا تساؤلات نرغب أن تجد الاجابات من عائلته ومن حركته : ما هي الحالة الصحية التي كان عليها العلمي قبل الحادثة , وكانت لا تسمح لأحد بزيارته , هل هي حالة اكتئاب شديدة , تكون قد أدت به إلى حالة انتحار , أم أن ما جرى هي عملية اغتيال من قبل عملاء للاحتلال وهو المستهدف دائما بالاغتيال , أم أنها عملية تصفية داخلية , كثيرا ما تحدث في العديد من الفصائل نتيجة خلافات داخلية وصراعات بين أجنحة مختلفة , مع تمنياتنا ألا يكون الاحتمال الثالث قائما , لكنها تساؤلات واحتمالات , ننتظر الاجابة عليها , حتى لا تقع هذه البلبلة في الشارع الفلسطيني , باعتبار أن عماد العلمي هو قائد فلسطيني يهم كل أبناء الشعب الفلسطيني , وليس حركة حماس والحركة الاسلامية فقط ... فهل من مجيب ؟!!
د. عبد القادر فارس