إسراء الجعابيص والحريق الأكبر في التاريخ والجغرافيا

بقلم: نشأت الوحيدي

إنه الحريق الكبير والمحرقة التي شبت في فلسطين ولا تنطفيء نيرانها التي أكلت ولا تزال تأكل الجسد والأرض المغتصبة منذ صدور الوعد البريطاني المشؤوم قبل 100 عام .

إنه الحريق الأكبر والأطول في الجغرافيا والتاريخ والعدوان الذي يطال الأخضر واليابس بلا رحمة تحت غطاء الغولة أمريكا وتحت مظلة الصمت الدولي والعجز الإنساني حيث أصبحت القوانين العنصرية الإسرائيلية مشرعة حرابها فوق كل القوانين الدولية والأممية .

لقد حذرنا من تولي دولة الاحتلال الإسرائيلي في يوم الإثنين 13 حزيران 2016 لرئاسة اللجنة القانونية السادسة في الأمم المتحدة ما يزيد من التغول الإسرائيلي وطالبنا بسحب رئاسة اللجنة القانونية للأمم المتحدة من بين أنياب الاحتلال الإسرائيلي وحذرنا من قيام الأمم المتحدة في 14 / 9 / 2014 بضم الاحتلال الإسرائيلي لقوات حفظ السلام والأمن في العالم والذئب لا يؤتمن .

إنه الحريق التاريخي الصناعي الذي يأكل جسد الضحية والروح بدم بارد وبلا رحمة والذي طال مؤخرا المواطنة المقدسية إسراء رياض جميل الجعابيص – مواليد منطقة جبل المكبر في 22 / 7 / 1984 – سكان جبل المكبر – ولها طفل وحيد اسمه المعتصم – معتقلة في سجن هشارون الإسرائيلي للنساء منذ شب الحريق البغيض وهي تقود سيارتها قرب حاجز الزعيم العسكري الإسرائيلي بمدينة القدس المحتلة في 11 / 10 / 2015 بسبب خلل وماس كهربائي حيث طالت نيران الحريق 65 % من جسدها وفقدت أصابع يديها كاملة وتعاني من الإهمال الطبي الإسرائيلي المتعمد دون تقديم الحد الأدنى من العلاج بضوء أخضر من رئيس الحكومة الإسرائيلية نتانياهو وليبرمان وزير الحرب الإسرائيلي وقد حُكِمت تحت حجة الشروع بتنفيذ عملية فدائية بالسجن لمدة 11 عاما وحُرِمت من زيارة ابنها الوحيد .

جاء في رسالة إسراء المهربة من السجن أنها تخاف النظر في المرآة وباتت تخاف العتمة فلا رفيق ولا أنيس سوى الآلام التي تشتعل وتأكل من جسدها وروحها منذ اشتعال الحريق في سيارتها .

إن الأسيرة إسراء الجعابيص تشعر بآلام شديدة كلما تعرضت للهواء أو غسلت عينيها بالماء وأن أسنانها قد تكسرت بفعل الحريق والإهمال الطبي الإسرائيلي المتعمد في سجون الاحتلال الإسرائيلي وتشعر بالإهانة والإحراج كلما تحدث معها أحد .

وتتساءل إسراء .. هل سيشعر ولدها الوحيد ( المعتصم بالخوف عندما يراها ) ..

أما آن لهذا الحريق التاريخي والجغرافي أن ينطفيء ؟!!!

أما آن للعالم أن يفهم أن الفلسطينيين ولدوا للحياة ولم يولدوا للموت في سجون الاحتلال الإسرائيلي ........

الناطق باسم مفوضية الأسرى والشهداء والجرحى – حركة فتح

ممثل حركة فتح في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسرائيلية

بقلم / نشأت الوحيدي