حملة الكذب والافتراء والتضليل و" اللسان الطويل " , التي جاءت ردا على خطاب السيد الرئيس أبو مازن , وقرارات المجلس المركزي الفلسطيني سواء من قادة العدو , أومن تساوق معهم من بعض الفصائل الفلسطينية الذين يسمون أنفسهم بـــ " المعارضة " , من (الثورجيين جدا) , أو من الفصائل المرتبطة بأجندات خارجية استجابة لمن يدفع أكثر, أو من بعض الكتاب و" المحللين " السياسيين في الساحة الفلسطينية , تؤكد صوابية وصراحة وصرامة خطاب أبو مازن , وقوة نتائج وقرارات المجلس, فلم يكن من اللائق أن يتم هذا الاتفاق بين الأعداء والأشقاء , في هجومهم على خطاب الرئيس أبو مازن , وقرارات المجلس المركزي .
فقد أكدت ردود الفعل الجنونية لقادة العدو الاسرائيلي سواء في الحكومة أو المعارضة , في اليمين أو اليسار, أن خطاب الرئيس أصابهم بصفعة قوية , حيث لم ينتظر نتنياهو العودة من زيارته للهند للرد على خطاب الرئيس , حين هاجم أبو مازن , وقال إنه بهذا الخطاب كشف عن حقيقته، بعد أن خلع القناع عن وجهه، برفضه الدائم للاعتراف بدولة يهودية. بينما وصف الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين خطاب الرئيس عباس بالفظيع؛ لأنه عاد لترديد أفكار وشعارات مر عليها عشرات السنين، وبأنه معاد للسامية، ومنكر للمحرقة. أما رئيس حزب "العمل" المعارض آفي غباي، فقال إن اقوال أبو مازن خطيرة وكاذبة، وفيها أيضا مزاعم لا سامية. فيما وصفت تسيبي ليفني خطاب أبو مازن "بالأكاذيب". وقالت إن خطاب الاكاذيب لأبو مازن لن يغير تاريخ الصهيونية، ولن يحدد مستقل إسرائيل .أما زعيم حزب "البيت اليهودي " المتطرف نفتالي بينيت، فقال إن "أبو مازن" وفكرة قيادة دولة للفلسطينيين يختفيان وهذا الرجل فقد صلته بالواقع.
أما في الجانب الفلسطيني فقد هاجمت حركة حماس أبو مازن وانتقدته لما أسمته التطاول على أحد قادتها , ووصفه بــ " صاحب اللسان الطويل " , وفي تعقيبها على قرارات المجلس المركزي بأنه لم تأت بجديد وقالت ان الاختبار الحقيقي لما صدر عن المجلس هو في الالتزام بتنفيذها فعليا على الأرض , متناسية كل القرارات السياسية القوية الصادرة عن المجلس . أما أعنف الردود فقد جاءت من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين, التي اعتبرت أنّ قرارات المجلس المركزي لا ترتقي إلى مستوى المجابهة المطلوبة , ورأت الجبهة، أنّ العودة إلى سياسة "اللعم" في صوغ غالبية المواقف , وهو يعني الاستمرار في مربع المراوحة والانتظار، واستمرار الرهان على إعادة إحياء المفاوضات . أما حركة الجهاد الاسلامي فقد أكدت أنّها كانت تأمل أن يصدر عن المركزي قرارات أكثر قوة ووضوحًا، لكن ما صدر هو توصيات , وقالت إن بيان المجلس المركزي لم يُلغ عملية التسوية.
البعض من الكتاب والمحللين الذين لم يَرُق لهم خطاب الرئيس , وحين لم يجدوا ما ينتقدونه به , ولم يجدوا فيه عيبا , قالوا عنه ( يا أحمر الخدين ) حين وصفوا خطابه بأنه درس في التاريخ ألقاه أستاذ على تلاميذه , حيث غلب الخطاب التاريخ على السياسة , وان الرئيس حينما كان يخرج عن النص المكتوب , فإنه كان يجانبه التوفيق , ويخرج عن دبلوماسيته المعهودة , مثل قوله للرئيس الأميركي " يخرب بيتك يا ترامب " , أو حين وصف القيادي في حركة حماس محمود الزهار بـــ " صاحب اللسان الطويل " .. وفي الحقيقة أن الرئيس لم يجانبه التوفيق , بل كان يقصد ما يقول , سواء بإدخال بعض الفكاهة في ظل الشد العصبي والسياسي للحظة , فنحن نقول كلنا نقول مع السيد الرئيس " يخرب بيتك يا ترامب " , ويخرب بيتك يا أميركا , أما وصفه الزهار بصاحب اللسان الطويل , فقد جاء في سياق انتقاده لموقف حركة حماس ورفضها الحضور, مطالبا حماس ألا تستمع للأصوات المتشددة داخلها أمثال الزهار , مع الاشارة أن الزهار دائم التطاول على الرئيس أبو مازن , ولا نريد الخوض في أوصافه واتهاماته للسيد الرئيس , الذي أفضل وصف له للرئيس بكلمة ( عباس ) فقط , دون أي لقب آخر يليق بموقع السيد الرئيس .
د. عبد القادر فارس