إشتباك جنين معادلة الردع في مدن الضفة

بقلم: جبريل عودة

الإشتباك البطولي الذي شهدته مدينة جنين , في ليلة (18-1) , أعاد للمشهد الفلسطيني تألقه النضالي عبر مسارات المواجهة مع الإحتلال الغاشم , هذه هي الصورة الحقيقية التي تعبر عن الواقع والقضية , وتسقط أمام وضوحها خداع السلطة والدولة تحت الإحتلال , وصور السيادة المدعاة في عقول جنرالات الوهم , جنين تتعرض لعدوان صهيوني وإقتحام واسع تحت غطاء وإسناد جوي , يعربد جنود الإحتلال يطلقون الرصاص والقذائف , تدخل الجرافات لهدم منزل فلسطيني , إختبار قاسٍ لمروجي الشعارات الرنانة , سلطة واحدة و سلاح شرعي واحد , أين السيادة يا سادة ؟ أين هي السلطة وأجهزتها الأمنية ؟ , لقد داست أقدام الجنود الصهاينة , كل هذه الجعجعات, وألقت بها في وجه من يبحث عن وطن من جعبة سارقيه , أيعقل أن تطلب الدواء من صانعي سموم موتك ؟! , أيعقل أن تطلب النجاة من الحريصين على غرقك في بحر الإستسلام ؟ , هل يفيق القوم على هذا الوضوح ؟ , ولمصلحة من يسحب الجميع إلى ساحة العجز والركون للظلم و الإحتلال ؟ .

في ليلة الإشتباك لم ينام الفلسطينيون في الوطن المحتل وخارجه , يترقبوا أخبار جنين البطولة , حيث الأخبار هناك تتراوح ما بين النصر والشهادة , فلا خيار آخر في هذه المواجهة الملحمية , شوارع جنين يسيطر عليها الشبان المنتفضين , يرابطون في الأزقة حيث السيادة الوطنية في أروع صورها عندما تعلن رفضك للمحتل ولو بحجر , فلم يتبقى سلاحٌ للمقاومة في ضفتنا المحتلة , فلقد حُرم إقتناء السلاح بمرسوم سلطوي , والسلاح الشرعي الوحيد عاجز عن حماية الناس أو الدفاع عنهم في مواجهة التوغلات اليومية والإعتقالات الليلية و الإعدامات الميدانية .

في هذا السياق يأتي الإشتباك النوعي في جنين , كإشارة مهمة على مرحلة جديدة من المقاومة تسترد فيها الجماهير خيارها الإستراتيجي, الذي لا بديل عنه في مقارعة الإحتلال بالنار والرصاص , فالإستيطان الصهيوني توسع وتضخم , عندما غابت بارودة رائد الكرمي ومحمود طوالبة ومحمود أبو الهنود وجبر الأخرس عن شوارع الضفة وطرقها الإلتفافية , فلقد شعر المستوطن بالأمن والأمان , فأخذ يعربد بسلاحه في نابلس وطولكرم وقلقيلية والخليل يطلق النيران ليقتل ويصيب الفلسطينيين بلا رادع حقيقي.

يجب ألا يكون الإحتلال لأرضنا بلا كلفه وبلا خسائر تردعه , بحيث يدخل جنود الإحتلال المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة في كل ليلة , يقتلون ويعتقلون بلا حسيب أو مقاومة حقيقية , تجعل الإحتلال يفكر ألف مرة قبل الإقدام على إقتحام أي مدنية أو قرية أو دخول أي شارع في الضفة المحتلة , هذه هي رسالة الإشتباك في جنين , ويجب أن تتعمم على كافة المدن الفلسطينية , فلا دخول للإحتلال الا بمواجهة شرسة وملاحقة له في كل شارع وزقاق وحي وتكبيده الخسائر.

ونحن في أتون المؤامرة المركبة التي تتعرض لها قضيتنا الفلسطينية , وتبجح العدو وإصرارها على إلتهام ما تبقى من أرضٍ فلسطينية , وإعلان أكبر أحزابه الصهيونية أن الضفة المحتلة تحت السيادة اليهودية , وقد سبق ذلك عدوان ترامب على القدس المحتلة , وتخطيطه لصفقة القرن الأمريكية التي تلقى قبولاً لذا بعض الأنظمة العربية , تمهيداً لتصفية القضية الفلسطينية لصالح إستمرارية المشروع الإستيطاني الصهيوني في فلسطين , كل ذلك يجب أن يكون مدعاة للكل الفلسطيني أن ينهض للقتال ويفتح النيران من كل الأسلحة المتوفرة , من أجل إسقاط المؤامرة وإحباط مخططات العدو , والدفاع عن هويتنا الوطنية ووجودنا التاريخي الأصيل في هذه الأرض المباركة , الرحمة والقبول للشهيد أحمد إسماعيل جرار الشفاء العاجل للجرحى الحرية للأسرى وحتما لمنتصرون بإذن الله .

بقلم/ جبريل عوده