دمشقُ لَأنتِ وسامُ الشّرَف ْ
تُزَيَّنُ بِاسْمكِ كلُّ الصّحُف ْ
و زيتونةُ الشّرقِ أنتِ ، و قد
تربّعتِ فوقَ جميعِ التُّحَف ْ
إذا ضنَّ بُرءُ المريضِ بنا
ففي غُوطتيكِ الدواءُ وُصِف ْ
سَتَحبُو إليكِ حروفي إذا
تقاعسَ حِبري و شاخَ و جَف ْ
سَتبقينَ قِبلةَ شِعري التي
تقرُّ على قلبِ خِلٍّ شُغِف ْ
تظنّينَ أنّي نسيتُ الهوى ؟!
و منكِ تعاضدَ لحمُ الكَتِف ْ
و فيكِ بلغتُ عَنانَ الصِّبَا
و كنتُ على كلِّ دربٍ أقف ْ
رَحلْتُ و ليتَ طريقَ النوى
يَقِلُّ و يُطوَى إلى المُنتَصف ْ
فأعشقُ نصفَ طريقي الذي
يؤدّي إلى مُستقَرّ الغُرَف ْ
فكم كنتِ تُؤوِي فقيراً و كم
تعافى بِفَضْلِكِ جُرحٌ نَزَف ْ !
ملايينُ جاؤوا إليكِ و ما
نَصَبْتِ شَوَادِرَ أو قلتِ : أُف ْ
و مِنْ كلّ فَجٍّ عميقٍ أَتَوا
فكنتِ لهم دَلْوَ شَهْدٍ غُرِف ْ
أَلمّا نَزَفْتِ تنَاءَى الأُسَاة ْ
ولم يَبْقَ إلّا قليلٌ تُلِف ْ ؟
و صارَ الجِوَارُ يُرَائِي بنا
و يضربُ بالسَّوطِ يا لِلْأسَف ْ
سَئِمْتُ التغرّبَ يا مُقلتي
و لو فيهِ تحلو رياضُ التّرَف ْ
فما بالُ صوتي إذا بُحْتُه ُ
أراه غريباً و ما قد عُرِف ْ
يَعَافُ اللّجوءَ و دَيْدَنَه ُ
و حُقَّ لِحُرٍّ مَعَافُ المَتَف ْ
رغيفُ الغريبِ نُمَنُّ بهِ
و نَحْسَبُهُ مِثلَ قِدْرِ العَلَفْ
دمشقُ هَبِيني مياهاً صَفَتْ
لعلّي أُزِيلُ غشاءَ القَرَف ْ
و تُنْهَى مَهازِلُ بُعدي الذي
يُفطّرُ قلبي ، و يُطوَى المَلَف ْ
بقلم/ عبد السلام فايز