إلى دمشق ..ثانيةً

بقلم: عبد السلام فايز

دمشقُ لَأنتِ وسامُ الشّرَف ْ

تُزَيَّنُ بِاسْمكِ كلُّ الصّحُف ْ

و زيتونةُ الشّرقِ أنتِ ، و قد

تربّعتِ فوقَ جميعِ التُّحَف ْ

إذا ضنَّ بُرءُ المريضِ بنا

ففي غُوطتيكِ الدواءُ وُصِف ْ

سَتَحبُو إليكِ حروفي إذا

تقاعسَ حِبري و شاخَ و جَف ْ

سَتبقينَ قِبلةَ شِعري التي

تقرُّ على قلبِ خِلٍّ شُغِف ْ

تظنّينَ أنّي نسيتُ الهوى ؟!

و منكِ تعاضدَ لحمُ الكَتِف ْ

و فيكِ بلغتُ عَنانَ الصِّبَا

و كنتُ على كلِّ دربٍ أقف ْ

رَحلْتُ و ليتَ طريقَ النوى

يَقِلُّ و يُطوَى إلى المُنتَصف ْ

فأعشقُ نصفَ طريقي الذي

يؤدّي إلى مُستقَرّ الغُرَف ْ

فكم كنتِ تُؤوِي فقيراً و كم

تعافى بِفَضْلِكِ جُرحٌ نَزَف ْ !

ملايينُ جاؤوا إليكِ و ما

نَصَبْتِ شَوَادِرَ أو قلتِ : أُف ْ

و مِنْ كلّ فَجٍّ عميقٍ أَتَوا

فكنتِ لهم دَلْوَ شَهْدٍ غُرِف ْ

أَلمّا نَزَفْتِ تنَاءَى الأُسَاة ْ

ولم يَبْقَ إلّا قليلٌ تُلِف ْ ؟

و صارَ الجِوَارُ يُرَائِي بنا

و يضربُ بالسَّوطِ يا لِلْأسَف ْ

سَئِمْتُ التغرّبَ يا مُقلتي

و لو فيهِ تحلو رياضُ التّرَف ْ

فما بالُ صوتي إذا بُحْتُه ُ

أراه غريباً و ما قد عُرِف ْ

يَعَافُ اللّجوءَ و دَيْدَنَه ُ

و حُقَّ لِحُرٍّ مَعَافُ المَتَف ْ

رغيفُ الغريبِ نُمَنُّ بهِ

و نَحْسَبُهُ مِثلَ قِدْرِ العَلَفْ

دمشقُ هَبِيني مياهاً صَفَتْ

لعلّي أُزِيلُ غشاءَ القَرَف ْ

و تُنْهَى مَهازِلُ بُعدي الذي

يُفطّرُ قلبي ، و يُطوَى المَلَف ْ

بقلم/ عبد السلام فايز