1-حول صفقه القرن:
تتهافت التصريحات المستنكره لصفقه القرن. وحسب التسريبات ان هذه الصفقه تنص على اعطائنا جزء من سينا على امتداد معبر رفح حتى العريش، بمساحه تقارب أكثر من ضعف قطاع غزه يعود اليها اللاجئون في سوريا ولبنان وبعض الدول العربيه. واعطاء مصر جزء من النقب تعادل 12 % من مساحه الضفه، وتحتفظ اسرائيل بالمستوطنات في 12 % من الضفه، ويبقى الحال على ما عليه حكم ذاتي محدود في الضفه الغربيه للسلطه الفلسطينيه تتحكم اسرائيل بكافة معابرها ونواحي الحياه بها. ومن ثم يبتدا التطبيع العربي مع اسرائيل.
وصراحه استغرب الذهول الفلسطيني حول صفقه القرن. لمن لا يرى معالم صفقه القرن كانت واضحه في التسعينات من القرن الماضي عندما تنصلت اسرائيل من تطبيق اتفاقيات اوسلو. لم تخرج اسرائيل من معبر الكرامه والمعابر الاخري، ولم تعد اللاجئين حتى لاراضي ال 67 ، ولم ترفع يدها عن القدس. وتواصل الاستيطان في الضفه مع ان اتفاق اوسلو ينص على اعطائنا فقط 22 % من فلسطين التاريخيه. حتى عندما انسحبت اسرائيل من غزه، دمرتها بالحروب واعطت الاوامر لمصر باغلاق المعبر، وحاصرتنا. هذا ناهيك عن حصار الرئيس ابو عمار واغتياله وسط الصمت الامريكي والعربي والدولي.
ومن شره قيادات حماس للحكم، استقوت على السلطه وانقلبت عليها في الوقت الذي تطالب حتى اليوم السلطه بتكفل كافة مسئوليات االقطاع الماديه، وهي تعرف انها من يسيطر ولا يستطيع مسئول في السلطه دخول القطاع الا بامرها. ليصبح الفلسطينيون في غزه تحت ثلاث احتلالات، مصر واسرائيل وحماس .
اما معالم تخلي دول الخليج ومصر عن اللاجئين، فكانت واضحه لنا من تعاملها معنا بعنصريه. فهي تستغنى عن خدمات الفلسطينيين باي وقت وتطردهم وهم بدون دوله. هذا ان لم تسجنهم اذا تذمروا وفضحوا ممارساتهم.
ارى ان اول خطوه يجب ان تفعل ان نواجه دول الخليج ومصر بممارساتهم مع الفلسطينيين وعدم تقدير لجوئهم ومعاناتهم، واغلاق معبر رفح بدون انسانيه. لا يمكن ان نطالب اسرائيل وامريكا بينما الخلل في الدول العربيه خاصه دول الخليج ومصر. وكما نرى كنا اول ضحايا التطبيع المصري مع اسرائيل الذي تمثل في اغلاق معبر رفح بقرار اسرائيلي باعتراف ليبرمان، فهل نصبح ضحايا التطبيع العربي مع اسرائيل؟؟
2-حول زياره البروفسور عدنان مجلي القطاع:
لفت نظري الاهتمام بزياره البرفوسور عدنان مجلي القطاع اليوم في هذه الظروف بعد انقطاع دام من عام 2000. اي انها مده كبيره ان لا يزور ارضه مع ان لديه الامكانيات لزيارتها سواء من معبر رفح او معبر ايريز. وخرجت الاشاعات انه من ضمن بورصه الاسماء المطروحه للرئاسه الفلسطينيه او كرئيس وزراء. بما اني اعرف وسطنا الفلسطيني القائم على المناكفات والمصالح الحزبيه، فانني لم التفت لاي من هذه الاشاعات. تابعت ندوه عقدها عدنان مجالي في جباليا. هو صراحه لم يخرج عن الخط الوطني في شيئ. هو ابن من ابناء مخيم جباليا بنى نفسه بنفسه من خلال عمله بمراكز ابحاث بامريكا. استنكر صفقه القرن وقرار ترامب بخصوص القدس وقال ان الرئيس يأتي بالانتخابات ولا يفرض فرضا. وبدي انه اتي لتقديم مشاريع استثماريه تخدم القطاع، الا ان من الواضح انه سعيه ان تكون ربحيه بالدرجه الاولى. واثني علي الطاقات والامكانات والموارد الموجوده في القطاع وطالب باستغلالها. وبدي لي انه مستقل ولا يدعم اي تنظيم. وطالب الناس بكل جرأه عدم التعويل علي شركات الكهرباء وان يوفروا الكهرباء بشكل ذاتي من خلال مشاريع الطاقه الشمسيه اوالبدائل الاخري. ولم يجب على السؤال الهام، لماذا يزور القطاع في هذا التوقيت بعد انقطاع من عام 2000. الغريب في ندوته تهافت الحضور في طرح مداخلاتهم عن سوأ اوضاع غزه، فبدي انه شخصيه رفيعه المستوى. لم يتسع الوقت لسماع الجميع ،وفي الختام رد انه لا يملك عصا سحريه لحل مشاكل غزه لكن سيحاول الدعم بمشاريع لخدمتها. ومع انه مفترض ان يكون شخص عصامي لا يعرف الفشل، استغربت تهربه من تحميل مصر مسأوليه اغلاق معبر رفح وعول ان السبب الرئيسي هو الانقسام مما يعني انه لن يستطيع الضغط في هذا الجانب.
وانا اقول له، ان مشكلتنا الرئيسيه هو سياده الواسطه والحزبيه والغش في التوظيف والمساعدات وحتى المنح على الكفاءه. وانه كافة المشاريع الاستثماريه لم تقدم اي خدمه لاستقطاب الكفاءات في القطاع لانها ربحيه بالاساس. اساله، هل سمع عن اعلان توظيف من البنوك او شركة جوال او الشركات الاستثماريه منذ نشوء السلطه في التسعينات. السبب الرئيسي ان من يعينون بهم يعينون بالواسطه من تحت الطاوله. حتى اعلانات المؤسسات الحكوميه واعلانات الوكاله وشركة الكهرباء للتوزيع او البلديات هي اعلانات وهميه ويكون الفائز بالموقع معروف سلفا من الحزب الحاكم. فان كان معني باستثمار القدرات في قطاع غزه، فاليعطي كل ذي حق حقه. ثم ان اهل غزه استطاعوا ان يتخطوا ازمه الكهرباء بشكل ذاتي، وابتدعوا افضل الوسائل والسبل للتعايش مع الازمه.
سهيله عمر
[email protected]