عهد التميمي تشعل الجدل، مجددًا، في الشارع السياسي الاسرائيلي

بقلم: شاكر فريد حسن

شهد المسرح السياسي والاعلامي الاسرائيلي ضجة كبيرة، وجدلًا واسعًا اثر قرار وزير الدفاع الترانسفيري افيغدور ليبرمان منع بث أغاني وقصائد الشاعر العبري يهوناتان غيفن قي الاذاعة العسكرية التابعة للجيش.

وكان غيفن كتب قصيدة مغناة لايقونة المقاومة الشعبية الفلسطينية عهد التميمي، التي صفعت ضابطًا في جيش الاحتلال الاسرائيلي، وقارنها بحانا سينش، وجان دارك، وآنا فرانك.

وتقول كلمات الأغنية:"فتاة جميلة ابنة١٧، قامت بعمل رهيب، وعندما اقتحم ضابط اسرائيل بيتها ثانية، وجهت له صفعة،لقد ولدت على هذا، وفي هذه الصفعة كانت٥٠سنة احتلال وإذلال، وفي اليوم الذين سيروون فيه قصة هذا النضال، عهد التميمي، شقراء الشعر، مثل داوود الذي صفع جالوت، ستكون جنبًا الى جنب مع جان دارك، حانا سينش، وآنا فرانك".

وأنا فرانك بعتبرها اليهود من أبطال محاربة ومكافحة النازية ومقاومة النازيين، والتي تحولت الى اسطورة بعدما اشتهرت بمذكراتها التي دونتها في مخبأها بهولندا ابان مطاردة النازيين لليهود في الاربعينات.

وهذه القصيدة/الأغنية أثارت غضب اليمين الاسرائيلي، الذي شن هجمة تحريضية منفلتة العقال ضد الشاعر اليساري غيفن، المعروف بتوجهاته اليسارية ومواقفه الانسانية، وقد سبق ووصف نتنياهو بالعنصري، وقال عن يوم اجراء الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية الماضية، بعد فوز الليكود وقوى اليمين المتطرف، انه نكبة لمعسكر السلام.

وعهد التميمي هي تلك الفتاة الحمراء، شقراء الشعر، التي استيقظت منذ بواكير طفولتها على مشاهد جنود الاحتلال وهم يقمعون وينكلون بأبناء قريتها الفلسطينية"النبي صالح"المحاطة والمطوقة بالمستوطنات، وبدلًا من أن تقضي أيام مراهقتها، كما كانت تحلم، على شاطىء البحر، والتأمل في أمواجه، ولعب كرة القدم، الا انها أبت الا أن تركل الضابط بقبضتها، وتقضي شبابها وراء قضبان، وأغلال الزنزانة، رغم الضغوطات والمطالبات باطلاق سراحها، لتتحول الى رمز للصمود والمقاومة والكفاح، كبطلات الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، جميلة بوحيرد، وجميلة بوباشا.

بقلم/ شاكر فريد حسن