الشاعرة السورية ليلى غبرا امرأة من ورد ونار

بقلم: شاكر فريد حسن

همجيًا ذاك الاشتياق

فحين تشتاق روحي لمحياك

ايحق لي ان اطرق ابواب قلبك؟؟

وحين احن ان اسمع صوتك يهمس

احبك ليلاي...

هل يحق لي فتح دفاتر اشعارك

وحين يسبح الليل بداخلي ابحث عن

قصيدة ارتلها للقمر للشمس للسمر

ايحق لي ان استحضر طيفك

ليبعثر احساسي

واشعر انني بقمة احتياجي اليك

فارتب اوراقي واحمل ريشتي

وابدأ بحروف اسمك

أحبك بكل اللغات

واعشقك بلغة واحدة

لا يفهمها أحدًا سوانا

هذا نص شعري بوحي للشاعرة السورية المتألقة ليلى غبرا، التي تتلألأ بين النجوم، ويراها القمر فيهيم في عالم الخيال، وتخجل الشمس من سطوعها.

ليلى غبرا، هي امرأة من ورد ونار ولهب، تصنع تاريخ الأقدار، تعشق وتعطي بجنون، تكتب حروفها على أوراقها المبعثرة، وتروي حكايا الحنين المخزنة في وجدانها، وتحكي قصص الحب والهيام، وتغني المواويل للوطن الجربح الذبيح المخضب بالدم، وحين تنثر سطورها يتخمر عجين النسيم السوري فيها، وينضج في افران روحها، فتتحرر يدها كالمدى وتحمل الريشة لترسم مشاعرها دون رقابة ولا وصاية، وترتلها للقمر والشمس والسمر، وتأتي تعابيرها ومفرداتها نابضة كقمح السماء، وعطر الملائكة والآلهة، وبلغة لا يفهمها الا هي وحبيبها.

ليلى غبرا شاعرة وقاصة قادمة من محافظة السويدا السورية، تهوى قرض الشعر وكتابة الخواطر والقصص القصيرة، ولكتابتها نكهة شامية خاصة ومميزة، عابقة بشذا الورد، وعببر الريحان.

انها طاقة شعرية متدفقة بالوجد والشوق، تصوغ الكلمة من نبض قلبها باحساس عال، وقاموسها الشعري يحلق في آفاقه الدلالية، وقصائدها لوحات تعبيرية بريشة الحرف، ولمحة الطرف، وبوح الروح والوجدان، طوافة في أثيرية المعنى، تلاحمية الحس الرهيف والمبنى.

وهي قصائد وجدانية بدرجة كبيرة، فيها حيوية ولغة حميمية منعشة، تتميز بانسيابية شعرية ورومانتيكية أنثوية، وبنائية جمالية، تحمل همومها ومشاعرها وعواطفها الانسانية، وتحفل بالصور الجميلة، والايحاءات والابعاد الروحية.

ويحس القارىء لنصوص ليلى غبرا بعطر الورق، وانسياب الرحيق على صفحات البيان من خلال البث الشجي من روحها المرهفة، وبتلك السهولة الممتنعة في التعبير عن هواجسها واوجاعها وعاطفتها الجياشة، بكل صدق وصفاء وحلاوة الأداء والصياغة.

وغني عن القول، أن غبرا شاعرة مرهفة الحس، تفيض بريقًا ونورًا وعبيرًاا في بساتين وحدائق الروح والقلب، متوجة بلآلىء من دنيا الأدب، نستشف فيها جمال لغوي وسلاسة تعبير، وكذلك عذوبة وطلاوة مميزة.

ليلى غبرا مبدعة تحلق بنا بعيدًا على أجنحة نصوصها الشعرية والنثرية، يمتاز شعرها بالرصانة والجزالة وصدق الاحساس، والغنائية والسلاسة ووضوح المعاني، ونقاء الحرف. وقد أثبتت حضورها في المشهد الشعري السوري والعربي، من خلال نصوصها المنشورة في العديد من مواقع الشبكة العنكبوتية، ومشاركاتها في مجموعة من المنتديات الأدبية، وهي تواصل مسيرتها في دروب الابداع بخطى حثيثة واثقة، وفي قلبها سوأل: لماذا اخترنا الرحيل في صمت الحياة؟!!

خالص التحية لك عزيزتي الشاعرة السورية ليلى غبرا، ودمت للتميز والعطاء أجمل عنوان.

بقلم/ شاكر فريد حسن