من يحمل امانة الامام المغيب السيد موسى الصدر لم يخطئ ، ومن يحمل هموم وشجون لبنان ومقاومته لن يخطئ ، ومن يقول اننا متأكدون نتيجة كل التجارب ان استقرار الشرق الاوسط سيبقى مرهونا بتحقيق الاماني الوطنية للشعب الفلسطيني في التحرير والعودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس لا يمكن الا ان يكون وفيا لاماني المحرومين من ارضهم والمحرومين في ارضهم ، هو الرجل صاحب الضمير ، بل هو الضمير الذي نحتاج إليه جميعاً انه دولة الرئيس نبيه بري ، ضمير لبنان الذي لا يتعب.
يكفينا فخر بمواقف الرئيس نبيه بري هذا الرجل الذي يصرخ بكل من يعتقد نفسه ناطقاً أو معنياً أو منتمياً الى هذه الأمة، أن في هذه المنطقة أرضاً اسمها فلسطين، وفوقها يعيش شعب مظلوم اسمه شعب فلسطين، ويحتلها قاهر اسمه مغتصب فلسطين، وفي سجونه يحشر أسرى فلسطين البواسل ، وأن هؤلاء يحتاجون منا إلى كل فعل يساعد في خلاصهم وخلاص فلسطين.
نعم نبيه بري ليس عنصريا او طائفيا اومذهبيا ، فهو من وقف مع اخوانه ضد اتفاق 17 ايار ، وهو من وقف الى جانب المقاومة واعطاها كل الدعم والاسناد ، وهو من يقف على المنابر ليؤكد هوية وعروبة لبنان ، وهو من يقف ليطلق صراخة احتجاج على ما تتعرض له فلسطين وقدسها ، فهو الإنسان المقاوم، فروحه الطيبة التي لا هواء يتسع لها.
أن تكون سياسيا وتتعامل برقي وأخلاق وإنسانية فهذا يعني أنك سياسي من طينة نبيه بري، رجل دولة خارج المعايير اللبنانية في الإدارة السياسية ، فهو نموذجاً فريداً متمايزاً.
من ينسى دوره في معركة خلدة عندما تصدى مع اخوانه للغزو الصهيوني ، ومن ينسى وقفته يوم نفذ العدو الصهيوني وعملائه مجزرة صبرا وشاتيلا، ومن ينسى مواقفه الإنسانية ضد الظلم والمجازر التي إرتكبها العدو الصهيوني بحق اللبنانيين والفلسطينيين.
لذلك نقول لأصحاب التصريحات والقنوات الفضائية كفاكم ، الدولة تعني الإستقرار والأمن والنزاهة، تعني أيضا الشفافية والمناقبية واحترام القانون والحرص على تطبيق الدستور ، والمصلحة العامة .
لا نستغرب هذه الهجمة على دولة الرئيس نبيه بري الذي لم يعرف إلا بنقائه وطهارته يديه ووطنيته , فهو من البلد التي خرج منها فوزي القاوقجى ليقاتل في فلسطين قبل النكبة ، ولكن معذرة يا دولة الرئيس لن يسمعوا لك، لأن آذانهم طويلة تتحرك في اتجاهات محدده فقط.
ختاما نقول يفترض أن يتحلى خطابنا بالواقعية من اجل تغيير الواقع لا من أجل تكريسه، فدولة الرئيس نبيه بري يمشي منتصبا القامة ، لانه يرفض عقلية التجزئة وتقسيم مناطقي ومذهبي ومقاييس ، فيكفي ان دولة الرئيس عمل وضحى من أجل لبنان، فوجدنا فيه التواضع الجم
والإخلاص المنقطع النظير والنزاهة والاستقامة اللتان لا حدود لهما ، فضلاً عن مخزونه المعرفي الوفير ومساهماته الحقوقية الرصينة، التي أغنى بها مجلس النواب اللبناني.
بقلم / عباس دبوق
كاتب سياسي