كل دول العالم (الحديث) حدود ثابتة، او صارت ثابتة بعد حروب جهوية او عالمية، الا دول المشرق العربي التي رسمها الاستعمار، بريطانياً وفرنسياً، ثم اسرائيلياً..
ذلك انه مع انتقال السيطرة الاجنبية على بلادنا، لا سيما في المشرق العربي، كان يحدث نوع من التعديل في الحدود الدولية لأقطار هذا المشرق، بالحذف او الاضافة، فيتم توسيع العراق على حساب سوريا وبالعكس، ويجري مط الحدود اللبنانية مع سوريا شمالاً او شرقاً لأسباب طائفية (بحيث لا تزيد اعداد الارثوذكس عن اعداد الموارنة)..
يبدو أن “الدور” الآن، على الحدود السورية، وبالتحديد مع تركيا التي كانت اقتطعت من سوريا “اللواء السليب” أي انطاكية وكيليكيا واسكندرون، والتي تتطلع الآن إلى استكمال خطتها لاقتطاع بعض محافظة حلب بعنوان اكراد عفرين وما جاورها في الشمال.
وهكذا فان القوات الخاصة الاميركية قد “تسللت” بين الجيش السوري وحلفائه الروس، والايرانيين، فتمددت في الشرق السوري وبعض الشمال، بعنوان الرقة (التي هُدمت كليا، ربما لعدم وجود اكراد فيها)، ودعمت القوات الكردية الديمقراطية ومكنتها من وضع يدها على مساحة تزيد عن مساحة لبنان، على امتداد الحدود السورية مع العراق وبعض المساحة الفاصلة عن الحدود مع تركيا.
التطمينات الآن، وفي ظل الحرب التركية على أكراد سوريا ومن معهم من أكراد تركيا، تواصل انقره اصدار التطمينات لسوريا انها لا تطمع في اقتطاع أي شبر من ارضها، والتأكيد على انها تنسق تحركاتها العسكرية مع الروس (والايرانيين؟).
هكذا اذن: الاتراك والروس (والايرانيون) يعملون في خدمة النظام السوري وبسط سيادته على بلاده.. التي يهددها “مواطنوه” الاكراد..
للمناسبة: أما وقد اجتمعت كل هذه الجيوش، على الحدود السورية مع العراق وتركيا، الا يجوز التساؤل عن مصير جيوش “داعش” التي دخلتها جميعاً وصولاً إلى الموصل في العراق ثم طردت منها بعد حرب ضروس امتدت لأكثر من ثلاث سنوات؟
وأخيراً: أين الحدود في مثل هذه الفوضى الحربية التي تكاد تلغي “دولاً” طارئة، وتهدد “دولاً” راسخة وتستولد مشاريع دول جديدة؟
طلال سلمان