قطاع غزة.. تلك البقعة الجغرافية التي تعد الأكثر ازدحامًا في العالم، تكتظ بمصاعب حياتية وإنسانية وسياسية واقتصادية جمّة لا تستوعبها مساحته الضيّقة المقدرة بـ 365 كيلومتر مربع فقط، ويقطنها نحو أكثر من 2 مليون نسمة حسب التعداد السكاني.
فجحيم البطالة واحدة من تلك المصاعب التي تفترس حياة الخريجين والعاملين في قطاع غزة على حد سواء، ويقفز مؤشره بشكل مطرد وسريع كل عام ليضيف مزيدًا من الضحايا إلى قائمته التي لا تنتهي.
فمؤشر الارتفاع الحاد لمعدلات البطالة بالقطاع وصل إلى حالة اقتصادية صعبة، تدهور على إثرها سوق العمل، الذي وصل إلى أسوأ مستوياته، بدرجة لم يبلغها من قبل. وبرهنت تقارير وبيانات وإحصاءات اقتصادية محلية ودولية بالخصوص على ذلك ببيانات وأرقام تفصيلية، دللت كذلك على حدوث نمو سلبي وغياب فرص العمل في صفوف الطبقات المتضررة من ذلك وأهمها الطبقات المتعلمة.
البطالة في قطاع غزة بحاجة إلى إعادة النظر في الموازنة العامة وطبيعة السياسات الاقتصادية للسلطة الفلسطينية، والعمل على وضع خطة وطنية لاستيعاب جيش الخريجين.
ان السبب الرئيسي للبطالة والفقر المدقع ومشاكلنا الاقتصادية هو الاحتلال الاسرائيلي إلا اننا نحن نشترك في هذه المعضلة عبر استمرار التجاذبات السياسية بالفصائل الفلسطينية من خلال واقع الانقسام الفلسطيني المدمر والذي قضى على كل حلم نسعى لتحقيقه في ظل هذا الظرف الصعب الذي يمر به الفلسطينيين وصراعهم مع الاحتلال الإسرائيلي .
العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة في صيف العام 2014 زاد الفقر والبطالة أكثر وفاقم من تعداد العاطلين عن العمل لدى الخريجين والخريجات وخلق ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة على الأرض لدفع القيادة الفلسطينية لتقديم المزيد من التنازلات السياسية .
تنعكس أزمة البطالة بصورة مضرة على المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة، وفي حال تعمق حدتها أكثر فأكثر، فلن يتنبأ أحد بالمخاطر المحدقة التي تنتظر القطاع ما لم يتحرك المسؤولون داخليًا والمنظمات الإغاثية العربية والإسلامية بالواجبات المنوطة لإنقاذ غزة من الغرق في وحل البطالة.
والآن وبعد أن أصبح قطاع غزة مليئ بجيش من الخريجين الم يحن الوقت لندق ناقوس الخطر لإيجاد حلول جذرية لقضية العمال و البطالة المرتفعة في فلسطين وخصوصا في قطاع غزة , والعمل الجاد على الحد من انتشار تلك الظاهرة التي تفتك بالمجتمع.
فأحذروا من القنبلة الموقوتة قبل فوات الأوان والعمل بكل جهد من أجل منع الانفجار القادم.
بقلم/ عز أبو شنب