من الواضح أن الإدارة الأمريكية تعمل مع الإحتلال الإسرائيلي بخطة متوافقة ومدروسة بهدف واحد تحقيق المشروع الصهيوني بإقامة دولته الكبرى على الأراضي الفلسطينية كاملة، والإبقاء للفلسطينين إدراة ذاتية لحياتهم، مع وعود تحسين أوضاعهم المعيشية .
الإدارة الأمريكية تسعى لقطع المساعدات الإغاثية للاجئين الفلسطينين عن وكالة الأمم المتحدة تحويلها لمنظمات أخرى داخلها، والإدعاء أن الفلسطينين يورثون اللجوء لأبنائهم، مما يعني أن الفلسطيني عليه نسيان قضيته وتاريخها وأسباب حدوثها وحقه بالعودة، والإحتفاظ بذاكرة جديدة وجود دولة يهودية على الأرض .
الإحتلال يقدم خطة مدروسة لمؤتمر الدول المانحة للشعب الفلسطيني لتطوير قطاع غزة، بمشاريع وضعتها تبرز جانب إنساني للإحتلال، وأن هناك إهمال فلسطيني لتحمل ظروف شعبه، وأنه الواجب المسارعة للتفاوض لأجل اصلاح أوضاع الفلسطيني، والقبول بالصفقة المطروحة، التي لا تحقق سوى إدراة ذاتية، واستبعاد أي سيادة فلسطينية على الأراضي عام 67م .
خطة الاحتلال بتطوير قطاع غزة لإعادة إعمارها لتدميرها بالحروب، لا تبرز تحمله للأضرار والإنفاق المالي، وضعت خطة تناسب ظروفه الأمنية، وخططت بيده دون مجال لغيره بالتدخل فيها، وجعل تمويلها للمجتمع الدولي، فأغلق الباب لمخططات لأي جهة غيره، وطرحها بنظرة إنسانية، ونصح للجانب الفلسطيني للإهتمام بشعبه، والعودة للتفاوض والحلول المطروحة.
وبهذا التوافق بين الإدارة الأمريكية والإحتلال، بقطع المساعدات عن اللاجئين، وتقديم خطط احتلالية لتطوير قطاع غزة، يلاحظ النوع الجديد للإحتلال للفلسطيني، حتى بإدارة وتطوير مشاريع، والتحكم بأمواله المقدمة من دول أخرى، لتصرف حسب ما تضع هي من مخططات تصب في تعزيز أمنها واقتصادها على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، وأن اللاجيء الفلسطيني عليه دفع ثمن لجوئه للإحتلال، كونه مجرم بتوريث لجوئه، وتعليم الأبناء حقهم بالعودة لأرضهم والتفكير بقضيتهم، فالإحتلال هو الضحية التاريخية وصاحب السيادة للأرض الفلسطينية .
الإدارة الأمريكية تدرس تشريع السيادة للإحتلال لمستوطنات الضفة الغربية، كما سبق ذلك الإعتراف بالقدس عاصمة الإحتلال، الخطوة الأن تشريع المستوطنات، وهذا يتفق مع القانون الجديد للإحتلال بفرض السيادة الإسرائيلية له على الضفة الغربية، مما يعني إكتمال الصورة التوافقية للإحتلال المشترك للطرفان، هما وجهان للإحتلال والإعتداء على الشعب الفلسطيني وحقوقه .
الإدارة الأمريكية إحتلالية وعدوانية على الشعب الفلسطيني بصورة أشد خطورة من الإحتلال الإسرائيلي، أصبحت تمارس التشريع ومنع الحقوق بما يصب بمصلحة دولة يهودية، وبدعم اللوبي الصهيوني ومنظمات داعمة للإحتلال داخل الولايات المتحدة، وتعاملها بمنطق وسياسة دينية تعصبية، الإنجلية اليهودية التي تدعو لإقامة دولة إسرائيل الكبرى كونها وعد الله لليهود .
الإدراة الأمريكية تتوافق مع والإحتلال الإسرائيلي بفرض واقع الجديد على القضية الفلسطينية، فالإحتلال يعزز قوانينه التي يصدرها ويفرضها على الضف الغربية، والعمل على إلغاء الأوامر العسكرية المطبقه على المستوطنات، لتكون الدولة موحدة في قوانينها بكافة المناطق، فبذلك توحد الأرض اليهودية التي يسعى إليها .
ويصدر قوانين ضاغطة ومعاقبة للشعب الفلسطيني، بمنعهم لأي ممارسات تظهر مقاومتهم للإحتلال، سواء قوانين ضد الأسرى الفلسطينين كما إعدامهم، أو عدم تبادلهم مع جنود مخطتفين، أو منع حقوقهم، والتغذية القسرية، وغرامات عاليه وغيرها، وكذلك قوانين ضد الشهداء بمنع أي مسيرات ومظاهرات مقاومة أثناء جنازتهم، وملاقحة الأطفال الفلسطينين وأسرهم، لإدخال الرعب وصدهم عن تفكير لمقاومة المحتل، وتوارث فكرة أ،ه شعب تحت الإحتلال، وفرض واقع على التعليم بالقدس بالإختيار بين المناهج اليهودي أو مناهج فلسطيني مع شرط التهجير القسري، ومنع الإحتجاج للفلسطيني لدى المحكمة العليا الإسرائيلية على الأرض المصادرة والإكتفاء بالمحكمة العسكرية، وغير ذلك كثير من قوانين تصدر كل يوم، هدفها التحول للدولة اليهودية، وفرض ضغوط على الفلسطيني بقبوله إما بالإدارة ذاتية، أو قبول يهودية الدولة التي عليه التعايش بقوانينها وسيادتها .
الإحتلال الصهيوني يعزز وجوده بشكل كبير في المجتمعات الدولية والإنسانية، محاولاً إبراز وجه إنساني له، ويحاول كسب مقعد بمجلس الأمن، والسيطرة على قرارات ومنظمات الأمم المتحدة، وكسب الود الدولي للإعتراف بالقدس عاصمة له، فخصص صندوق دعم مالي للدول التي تقبل بذلك، وطاف جولات دولية خاصة الدول الفقيرة .
في ظل ادارة أمريكية متصهينه إحتلالية، واحتلال متعجرف ظالم، لا يتوقع إلا مزيد من الضغط على الفلسطينين، لفرض ما يريدون تحقيقه بقيام يهودية الدولة كاملة، وتغيب أي سيادة ووجود لهوية فلسطينية مستقلة .
المرحلة تتطب مزيد وعي لما يجري، والتخطيط المستمر لتعزيز الوجود الفلسطيني بالداخل والخارج، والتعامل بنفس ممارسات الإحتلال مع المجتمع الدولي، وملاحقته في خطواته الدولية كلها، واغلاق أي مخططات من الإحتلال تبرز دور انساني له، وأهمها تحقيق المصالحة والوحدة الفلسطينية المتجمدة في ظروف تلتهب فيها القضية الفلسطينية، وستحرق أركان وجودها، إن لم ننتبه ونعمل معا للمواجهة الحاسمة .
بقلم/ آمال أبو خديجة