ولدت أيقونة فلسطين الزهرة التي ولدت قبل الولادة وكبرت قبل الكبار عهد التميمي في يوم 31 يناير 2001 لتترعرع وتمشي وتهب عاصفة بخطى البراءة الواثقة على أرض قرية النبي صالح في شمال غرب مدينة رام الله بمسافة 20 كم وكلها إيمان بعدالة قضية شعبها الفلسطيني .
في يوم الجمعة الموافق 28 أغسطس 2015 – بعد صلاة الظهر مباشرة – انطلقت فعاليات فلسطينية شعبية سلمية على أرض قرية النبي صالح احتجاجا وتنديدا بالإستيطان الإسرائيلي واندلعت مواجهات مع جنود الاحتلال الإسرائيلي وقطعان المستوطنين ليقع الطفل محمد باسم التميمي فريسة بين أنياب جنود الاحتلال الإسرائيلي الذين اعتدوا عليه بالضرب المبرح لتهب شقيقته عهد كالعاصفة لإنقاذه وهو جريح دون مبالاة باعتداءات الجنود عليها .
وتستمر شامة فلسطين الصغيرة عهد بالمشاركة في فعاليات مواجهة الإستيطان ومصادرة الأراضي جنبا إلى جنب والدتها المناضلة ناريمان التميمي ( ناشطة في مواجهة الإستيطان ومصادرة الأراضي - من مواليد العام 1976 ) والإنتفاض بوجه الجنود الإسرائيليين وقطعان المستوطنين أينما تواجدوا إلى أن كان فجر الثلاثاء الموافق 19 12 / 2017 ليتم اعتقال الزهرة الفلسطينية عهد التميمي بعد قيامها بصفع جندي إسرائيلي حاقد صار قزما أمامها وزجها في أقبية التوقيف والتحقيق والزنازين الإسرائيلية الظالمة .
قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باعتقال الزهرة عهد باسم محمد التميمي - من مواليد قرية النبي صالح بشمال غرب مدينة رام الله في 31 يناير 2001 وتتلقى تعليمها في الثالث الثانوي ( القسم الأدبي ) بمدرسة البيرة الثانوية حيث حرمتها دولة الاحتلال الإسرائيلي من حقها في التعليم والجلوس على مقاعد الدراسة وامتحانات الفصل الدراسي الأول أسوة بباقي زملائها وكانت قدمت جزءا من الإمتحانات ولم تكمل بسبب الإعتقال التعسفي .
وبدلا من الجلوس على مقاعد الدراسة فإن الزهرة عهد التميمي أصبحت تجلس ببراءة الطفولة الفلسطينية المغتصبة على مقاعد المحاكم الإسرائيلية مقيدة من اليدين والقدمين ولا تسمع سوى صراخ القضاة والجنود والسجانين الإسرائيليين وبدلا من الذهاب إلى المدرسة بزي المدرسة فقد اعتقلوها لتذهب قسراً في سيارة البوسطة الحديدية إلى المحاكم الإسرائيلية الصورية والغير قانونية أو شرعية بزي السجن وبدلا من انتظار نتيجة الإمتحانات وسماع التهاني وتطويقها بالورود والهدايا بالنجاح في الفصل الدراسي الأول فإنها تسمع التصريحات العنصرية الإنتقامية والتهديدات التي تطلقها النخبة من ذوي القرار في دولة الاحتلال الإسرائيلي وهي مقيدة اليدين والقدمين بالسجن لسنوات طويلة .
إن إسرائيل دولة احتلال وتمييز عنصري بامتياز حيث تحرم الزهرة الفلسطينية عهد من حقها في التعليم وفي الفرحة بالنجاح وتعلن محاكمتها في يوم ميلادها الذي يصادف اليوم الأربعاء الموافق 31 يناير 2018 بسجن عوفر العنصري الإسرائيلي ليتم تأجيل المحاكمة غيابيا وانتقاميا إلى تاريخ 6 / 2 / 2018 وبالرغم من الوجع الكبير إلا أن الزهرة الفلسطينية عهد التميمي تأبى إلا تدحض المقولة الصهيونية بأن الكبار يموتون والصغار ينسون لتؤكد من جديد أن الكبار لا يموتون وأن الصغار لا ينسون فتحاصر الاحتلال الإسرائيلي في التاريخ بالحصول على معدل 10 / 10 في مادة التاريخ التي قدمتها في امتحانات الثانوية العامة – أدبي - قبل الإعتقال .
إنهم يحاصرون الشعب الفلسطيني في الجغرافيا ولكن الشعب الفلسطيني يحاصرهم دائما في التاريخ كما قال الرئيس الشهيد ياسر عرفات .
إن قيام الاحتلال الإسرائيلي باعتقال الأطفال الفلسطينيين وتفريخ الأحكام التعسفية الجائرة ضدهم ليست ظاهرة وإنما هي نتاج للسياسات والتصريحات والقوانين والقرارات العنصرية الإسرائيلية منذ احتلال فلسطين في العام 1948 – تصريحات ليبرمان ونتانياهو ضد الطفلة عهد التميمي وتصريحات المجرمة إيليت شاكيد وزيرة العدل في دولة الاحتلال الإسرائيلي في أغسطس 2015 التي وصفت فيها الأطفال الفلسطينيين بالثعابين الصغيرة ودعت لقتلهم والقانون العنصري بإجازة استخدام السلاح والرصاص الحي ضد الفلسطينيين الذي أقره الكنيست الإسرائيلي في 13 / 8 / 2008 وقيام ما يسمى بالكنيست الإسرائيلي في 2 / 11 / 2015 بإقرار مشروع قانون تقدمت به شاكيد وينص على فرض عقوبة السجن الفعلي لمدة 2 – 4 سنوات على راشقي الحجارة وسحب مخصصات التأمين الوطني من أسرى القدس وسحب مخصصات أطفال القدس وهبات التعليم والشؤون الإجتماعية وإجبارهم على دفع تعويضات للإسرائيليين ويؤدي هذا القانون لإدانة الشخص بتهمة التحريض دون وجود إثبات ويعتبر مساسا بحرية التعبير والإحتجاج وقانون محاكمة الأطفال دون سن 14 الذي أقره الكنيست الإسرائيلي في 25 / 11 / 2015 يسمح بمحاكمة وسجن الأطفال ما دون 14 عاما وعقوبة السجن الفعلي تبدأ بعد بلوغهم 14 عاما .
وقانون إعفاء المخابرات الإسرائيلية من توثيق التحقيق الذي صادق عليه ما يسمى بالكنيست الإسرائيلي في 25 / 6 / 2015 وهو تمديد بند لقانون مؤقت يعفي جهاز المخابرات والشرطة الإسرائيلية من توثيق التحقيقات بالصوت والصورة لمدة 5 سنوات إضافية ويعتبر توثيق التحقيقات من شأنه أن يمنع أو يحد من ممارسة التعذيب ضد المعتقلين ويمنع استخدام الأساليب الغير مشروعة في غرف التحقيق من أجل انتزاع اعترافات إلى جانب مشروع قانون الإرهاب وإدانة الفلسطينيين الذي صادقت عليه ما تسمى باللجنة الوزارية لشؤون التشريع في الحكومة الإسرائيلية في 27 / 7 / 2015 الذي قدمته ما تسمى بوزيرة العدل الإسرائيلية للتسهيل على النيابة وأجهزة الأمن الإسرائيلية ويقضي بإدانة مواطنين ومقاومين ونشطاء فلسطينيين دون شهود والقانون العنصري بمراقبة مواقع التواصل الاجتماعي الذي أقره الكنيست الإسرائيلي في يوم الثلاثاء الموافق 3 / 1 / 2017 بالقراءة الأولى ويقضي بمراقبة مواقع التواصل الإجتماعي لتقييد حرية الرأي والتعبير التي كفلتها القوانين والإتفاقيات الدولية والإنسانية . والقانون الذي صادقت عليه ما تسمى باللجنة الوزارية الإسرائيلية للتشريع في الكنيست الإسرائيلي في 11 / 6 / 2017 بإقرار خصم مخصصات عائلات الأسرى والشهداء من الضرائب المستحقة للسلطة الوطنية الفلسطينية ما يعتبر إعلان حرب على حقوق الشعب الفلسطيني ومحاولة إسرائيلية عنصرية لانتزاع الشرعية عن النضال الوطني الفلسطيني وتصنيف الأسرى والشهداء الفلسطينيين في قوائم الإرهاب هذا إلى جانب القانون الذي أعده نائب وزير الجيش الإسرائيلي المجرم إيلي بن دهان في ديسمبر 2017 ويمنح الجنود الإسرائيليين الحصانة من المساءلة القانونية عن جرائم يرتكبونها ضد الفلسطينيين ويطلق على المشروع اسم الجندي الإسرائيلي ليئور آزاريا الذي أطلق النار على رأس الجريح الفلسطيني عبد الفتاح الشريف في 24 / 3 / 2016 بحي تل الرميدة في وسط مدينة الخليل ما أدى لاستشهاده على الفور .
إن حكاية الزهرة الفلسطينية عهد التميمي توضح مدى معاناة الأطفال الفلسطينيين الذين هم فريسة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي التي تولد على يد النخبة من ذوي القرار في دولة الاحتلال الإسرائيلي كأفيغدور ليبرمان وبنيامين نتانياهو وإيليت شاكيت وإيلي بن دهان وآرون حازان وبن كاسبيت والمجرمة العنصرية ميري ريغيف وزيرة الثقافة الإسرائيلية التي تدعو وتصف وتطالب بالتعامل مع الأطفال وعموم الفلسطينيين على أنهم حيوانات وكانت ارتدت ثوبا مذيلا بصورة مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك خلال أعمال مهرجان كان السينمائي بفرنسا في 17 – 28 / 5 / 2017 في استخفاف كبير بمشاعر العرب والمسلمين والديانات والشرائع السماوية والقوانين الدولية .
أيها السادة : إنها ليست صرخة نملة وليست صرخة النمر لذيذ الذي كان اشتكى وجعا وجوعا ونحالةً في حديقة الحيوان بسبب الظروف المعيشية الصعبة إثر العدوان الإرهابي الإسرائيلي على قطاع غزة فتم نقله جواً من جنوب قطاع غزة عبر الأردن إلى مقاطعة فري ستايت بجنوب أفريقيا في 23 / 8 / 2016 ولكنها صرخة شعب واقع تحت مقصلة الاحتلال الإسرائيلي يستغيث بكل الشرائع والقوانين الدولية والإنسانية في العالم أطلقتها الطفلة الأسيرة عهد باسم التميمي لإنقاذ الأرض والإنسان وحقوق الإنسان والطفولة من قبضة الموت والغول الإسرائيلي .
إنها صرخة الزهور لإنقاذها من الغول الصهيوني الذي لا يرحم الطفولة وإنها استغاثة حقوق الإنسان لإنقاذ حقوق الإنسان من قوانين الدولة العنصرية المارقة التي تصنع الإرهاب بدعم من الرئيس الأمريكي المجنون دونالد ترامب الذي دعا في يوم الأربعاء 6 / 12 / 2017 لاغتصاب مدينة القدس عاصمة فلسطين الأبدية .
من المتوقع أن تعقد محكمة عوفر الإسرائيلية جلسة في يوم الأربعاء القادم الموافق 31 / 1 / 2018 لمحاكمة الطفلة عهد باسم التميمي التي واجهت الجنود الإسرائيليين وقطعان المستوطنين ببسالة وقامت بصفع أحد الجنود الإسرائيليين الذين قاموا باقتحام البيت والإعتداء على أهله وعليه فلا بد أن يسمع العالم صرخة الطفلة الفلسطينية عهد التميمي والعمل لإلزام الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق سراحها فورا لتعود وتلعب من جديد وتدرس وتنام في أحضان ذويها وأشقائها وعد وسلام ومحمد في بيتهم العامر بالكرامة والنضال في قرية النبي صالح ولتحظى بحق الطفولة في جديلة وظفيرة تصوغها أمها المحررة بإذن الله بعيدا عن القيد في سجن الشارون الإسرائيلي الذي يغيب الطفولة والأمومة في محاولات بائسة لتغيير المشهد .
بقلم/ نشأت الوحيدي