البحرالأبيض المتوسط على زمان الامبراطورية الرومانية وعندما كان الرومان يسيطرون على جميع سواحل المتوسط أطلقو عليه اسم بحرنا ، هذا البحر الذي يعانق اسيا وأوروبا وإفريقيا والذي على ضفافه ولدت ونمت وترعرعت الحضارات القديمه ، في عصر العلم والتكنولوجيا الحديثه تحول هذا البحر الى مقبرة جماعية للمهاجرين العرب والأفارقة وغيرهم والفارين والهاربين من الحروب، ومن الجوع والفقر واللذين يتأملون في الوصول الى السواحل الاوروبية بشكل خاص. الى جنوب ايطاليا، يوميا يغادر السواحل الليبية آلاف المهاجرين متوجهين الى جزر جنوب إيطاليا على شبه بواخر وعلى متن وسائل نقل بحرية لا تملك أدنى حد من الأمن والأمان، فالكثير منهم أمل الوصول الى ايطاليا، وللأسف الشديد لا يتحقق بل ينتهي حلمه في البحر المتوسط ويلقون حذفهم ليصبحوا اغذية للسمك . أعداد قليله منهم تصل السواحل الايطالية ومن هناك تبدء المغامرة الثانية والمتعلقة في المعاملات الرسمية والتعرف على هويتهم فمن الممكن ان يحصلوا على لجوء ويمكن ايضا ان يتم رفض طلباتهم التي قدموها الى السلطات الايطالية، المنظمات الانسانية والمؤسسات العالميه ليس بوسعها تقديم اي نوع من الاحصائيات الرسمية لعدد المهاجرين اللذين يغادرون بلادهم متجهين الى اوروبا والعدد الحقيقي الذي يصل سالما غانما الى احدى الدول الاوروبية ،هؤلاء المهاجرين يأتوا من جميع الدول العربية والكثير من الدول الآفريقية ، من الباكستان، من بنغلادش، الخ. والكثير يدفعون مبالغ باهظة لتجار البشر هؤلاء العصابات التي تستغل ظروف الحرب والفقر والجوع في كثير من هذه الدول، ان الفراغ السياسي الموجود في الكثير من هذه الدول مثل ليبيا شجع على نمو وازدهار هذا النوع من التجار واللذين ليس لهم لا ضمير ولا دين . ان الهجره الغير شرعيه والغير قانونية في هذا العصر أصبحت من اخطر عوامل التوازن الديمغرافي الموجود بين ضفتين البحر الأبيض المتوسط فمن الناحية العملية ان كثير من الدول العربية والافريقيه حاليا تفقد اليد العامله المتخصصة بها بهجرة هذه الإعداد وهذا يعني عدم النمو وعدم التقدم لذلك المجتمعات ، اما مصير هؤلاء المهاجرين فهو مجهول، لذلك اعتقد انه على المنظمات النقابية والعمالية ومنظمات العمل التطوعي والمجتمع المدني والحكومات ايضا في بلادنا العربية القيام في حملة توعيه وإرشاد بطريقه شامله وكاملة للأجيال الشابه لكي يكونوا على علم ماذا في إمكانهم ان يجدوا في اوروبا وذلك بنشر للمعلومات والكتب والقيام في الندوات والمحاضرات وورشات العمل في دولنا العربية لتوعية الشباب، في نفس الوقت يجب على جميع الجهات المختصة الاستثمار لإيجاد فرص عمل للشباب والقيام في دورات التدريب المهني لخلق فرص عمل وتبادل الخبرات مع بعض الدول الاوروبية من اجل التنسيق ومن اجل ان نضع حد لهذه المجزرة من شبابنا اللذين يجدون مصرعهم في اعماق حوض البحر الأبيض المتوسط.
بقلم/ د. ميلاد بصير