يعيش الفلسطينيون في قطاع غزة على شفا كارثة انسانية، ويتواصل التدهور الحاصل فيه نتيجة الحصار الاحتلالي الاسرائيلي المتواصل، والانقسام الفلسطيني المدمر الممتد منذ أكثر من أحد عشر عامًا، والتواطؤ الرجعي العربي بعار الصمت، والتساوق مع المشاريع الامبريالية والاستعمارية، والاذعان لامريكا المنحازة بالكامل للاحتلال وحكومته اليمينية المتطرفة.
ولعل آخر المدلهمات المأساوية القاتمة ازمة الوقود التي أدت الى توقف مولدات الكهرباء في المستشفيات، ودخول الوضع الصحي مرحلة غير مسبوقة جراء نفاذ الوقود المخصص للمنشآت الحيوية في غزة، وبات الوضع في مستشفياتها شديد الخطورة، ما يهدد بكارثة انسانية حقيقية، كما يؤكد ذلك تقرير الأمم المتحدة، أمس.
هذا فضلًا عن الفاقه والفقر المدقع والبطالة الواسعة والاكتظاظ والخنق، وكذلك اغراق مياه المجاري مخيمات اللاجئين والأحياء ما يؤدي الى انتشار الأمراض والأوبئة.
وعلى ضوء هذه الأوضاع المأساوية هنالك ضرورة لتحرك دولي وعالمي واسع وعاجل لانقاذ غزة من الكارثة الانسانية الوشيكة التي تهددها، وبدون ذلك فان خطر الانفجار يلوح في الأفق.
ان غزة هاشم المحاصرة تعرف الزمن العربي الأخرس، وتعرف العواصم وملوك الطوائف، تعرف أنظمة الذل والعهر العربي، وكل الحكام النائمين في أحضان عشيقاتهم ومومساتهم يطلبون الدفء، واشباع شبقهم، وأطفال مخيماتها لا يجدون كسرة الخبز، وينامون في العراء، يلتحفون الفضاء، ويفترشون الأرض النازفة في البرد القارس.
غزة تعرف أنها مدينة الصمود والمقاومة والبطولات، وانها الأمل والضمير، وتدرك أن الطفل الغزي الذي يحمل بيده حجرًا ومقلاعًا متحديًا رصاص وبنادق الاحتلال هو وجه وضمير الأمة، وهو الذي يصنع الانتصار والخلاص.
فيا اله الحصار والموت قف على عتبة شارع عمر المختار في غزة وانتحر، وخذ معك كل المهزومين والمخصيين والمتآمرين المتآمرين، فغزة العزة تتطهر من دنسهم بغسل قدميها ويديها بماء البحر.
بقلم/ شاكر فريد حسن