باعوا العروبةَ باعوا العِرضَ و القُدْسَا
باعوا فلسطينَ بيعاً زاهداً بَخْسَا
أحفادُ إبليسَ لا دامت مناصبُهم
و لا العُروشُ ولا عاشت لهم نَفْسَا
دَرّوا الملايينَ في بئرٍ مُعَطّلَةٍ
و شَعبُ غزّةَ لا يَسْتَمْلِكُ الفِلْسَا
حتّى الخيانةُ تأبى أنْ تُصَاحِبَهم
و كيف تقبلُ منهم واحداً خِسّا
بِئسَ الرّجالُ مَنِ اُغْتِيْلَتْ كرامتُهم
و ما سمعنا لهم صوتاً ولا هَمْسَا
بِئسَ الرّجالُ رجالٌ خَصْمُهم قَعِدٌ
و رغمَ ضَعفَائِه ِ قد داسَهُمْ دَوْسَا
و لو فَحَصْتَ قليلاً مِنْ مَناقِبِهم
وَجَدْتَ أغلبَهم لم يُشبِهوا الإِنْسَا
كُلُّ الميادينِ لم تَلْحَظْ لهم قَدَماً
ولا هديراً ولا سَهماً ولا قَوْسَا
إنّ الأخوّةَ أحياناً لَقاصِمَةٌ
لمّا القلوبُ التي في جَوْفِها تَقْسَا
تلكَ السِّيَاقُ إذا حَطّمْتَها صَرَخَتْ
لأنّ أخشابها مَنْ قَوَّتِ الفأسا
كيفَ العدوُّ بِيَوْمٍ صارَ غايتَكم
تزيّنونَ له الأجواءَ و الطّقْسَا
و تزحفونَ تِبَاعاً نحوَ نَجمتِه ِ
و تَقرَعُونَ على أوجاعِنا الكأسا
شاهت وجوهٌ عن الأقصى قد انحرفت
وَ طَأطَأتْ للخَصمِ و جُندِهِ الرأسا
إنَّ العِتَابَ لِمَنْ أخلاقُه ُ ذَهَبَت
كمن يراوغُ كي يَسْتَحلِبَ التَّيْسَا
لم تستحوا ، فاصنعوا ما قد يروقُ لكم
عهداً علينا ، و ربِّ الكونِ لن ننسى
بقلم/ عبد السلام فايز