ليس غريباً على إدارة أمريكية، تمارس دور الإحتلال والتعدي على حقوق الشعب الفلسطيني، أن تصدر شروط غير أخلاقية، ومخالفة للقانون الدولي وحقوق الشعوب واللاجئين، للقضاء على التمسك بتاريخهم وقضيتهم، لأجل دولة لا تاريخ لها في المنطقة، ولا أصول لوجودها .
وضعت الإدارة الأمريكية شروطها، لإستئناف دعمها للمساعدات الإنسانية للاجئين الفلسطينين، بما تقدمة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين(أنروا)، خاصة بالأردن ولبنان وسوريا، فحددتها بأن يغير الفلسطينين مناهج التعليم لديهم في المدارس الوكالة، لتتماشى مع رؤية دولة الإحتلال ، وشطب ما يشير لقضية اللاجئين، وحق العودة، والقدس كعاصمة لفلسطين ، وعدم الإشارة للمقاومة ورموزها، أو الإنتفاضة الفلسيطينية، وعدم قيام نشاطات تتعلق بالقضية الفلسطينية ، كما وعد بلفور والنكبة والعدوان الإسرائيلي 68 وغيرها، وتحريم النشاط سياسي فيها .
من الواضح ان الإدراة الأمريكية قد اختارت المنهاج المدرسي، وما يحتوي من تاريخ القضية الفلسطينية، إنما تريد بذلك منع تشكل الذاكرة الفلسطينية في عقول الجيل القادم، وخاصة لدى أطفال اللاجئين في مخيمات الشتات، لذا حرصت على المنع لما يشير ويدل على وجود قضية للفلسطينين، أو حقوق للاجئين وحق العودة، وهي بذلك تريد رسم تاريخ جديد في عقلية الجيل الفلسطيني، لا يجد فيه هوية ولا أصول لجذوره الوطنية، وتغيب لما يورث من حق المقاومة، والمطالبة باسترداد الحقوق الوطنية، وحق إقامة الدولة الفلسطينية، والخضوع لواقع وجود دولة يهودية واحدة، لا مفر من قبولها بالمنطقة، وأن على اللاجئين نسيان ما توارثوه، والعيش مع الواقع الذي صنع لهم قهراً، كما ان استثناء تقديمها لللاجئين في سوريا ولبنان، تميز واضح ضد الشعب الفلسطيني، والتدخل في المساعدات الدولية المستحقة له، وهذا الإستثناء كونها مناطق ارهابية أو عدوانية مع الإدراة الأمريكية، فاللاجئين يسكنون في ظل أراضيها، فلا يجوز تقديم أي دعم لهم .
الإدراة الأمريكية تتواقح على الشعب الفلسطيني،و تظن أنه سيضحي بتاريخ قضيته وتشميل ذاكرة أجياله، الذين يولدون وارثين لها وتسري بدمائهم، لأجل حفنة من الدولارات بالأساس هي أموالهم المنهوبة وواجب الإلتزام بدفعها تعويضاً عن معاناتهم، التي سببتها دول العالم العظمي، في عصبة الأمم بوضع الوصاية لبريطانيا على فلسطين، وتنفيذ وعد بلفور المشؤوم بأرض فلسطين، فاحتلت أراضيهم وامتلكت ديارهم وشردتهم في دول العالم، وسلمت فلسطين لدولة لا حق لها بالوجود فيها .
الإدراة الأمريكية واهمة بما تخطط، وما تحاول ممارستة على الشعب الفلسطيني وقضيته وأجياله، فالطفل الفلسطيني عقله غير قابل للمسح بأفكار من صنع الخيال والوهم والكذب، والتزوير لتاريخ قضيته، هو يعرف هويته بتخلق الرحم، ترضعه أمه العشق لفلسطين .
المناهج الفلسطينية ستبقى وستزيد من تربية الأجيال على هويتهم وحق وجودهم وعودتهم لديارهم ووطنهم، وسيعلم أطفالنا كيف يردون أرضهم، ويطردون عدوهم، ويعيدون الحقوق لأهلها، رغم كل المتغطرسين المارقين .
بقلم/ آمال أبو خديجة