معن بشور قامة مثلت الضمير القومي العربي

بقلم: عباس الجمعة

لم نتفاجأ بتصرف جهات في الحكومة العراقية, بزج اسم المناضل القومي الكبير الأستاذ معن بشور على لائحة ما يسمونها لائحة المطلوبين التي وزعتها السلطات العراقية , فبدلا من ان تقدم الحكومة العراقية على اعطاء وسام الشرف لمناضل وقف مع المقاومة العربية الشاملة وحمل قضية فلسطين وقضايا الامة في قلبه ، وتصدى من خلال المؤتمرات والمنتديات لقوى الارهاب ،فكان الاجدى بهم ان يتحدثوا عن التاريخ الناصع لقامة عربية اسمها معن بشور التزمت بثوابت الفكر القومي العروبي النهضوي، عرفته ساحات المواجهة وخاصة في وجه العدو الصهيوني عند اجتياح بيروت، فكان المقاوم ، بل كأحد قادة المقاومة وأعمدتها التي انطلقت في مواجهة الغزو الصهيوني للبنان صيف عام 1982.

معن بشور أمضى حياته دفاعاً عن القومية وقضايا أمتنا العربية وفي مقدمتها العراق الشقيق, وخاصة عندما تعرض للعدوان والاحتلال الأمريكي ـ الاستعماري،كما وقف الى جانب سوريا في مواجهة المؤامرة الصهيو امريكي والقوى الارهابية، فهذا الرجل الناصع في ايمانه وفكره، حيث شكل بموقعه الوطني والقومي خطوات جبارة ومتواصلة بدعم قضايا الامة العربية وكان اكبر دليل على عمق انتمائه العربي والتزامه بقضية فلسطين تشكيل الحملة الاهلية لنصرة فلسطين وقضايا الامة واللجنة الوطنية للدفاع عن الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني ، والعمل على عقد المؤتمرات الداعمة لقضية فلسطين والمقاومة باعتبارها قضية كل العرب التي تخاذل عن نصرتها انظمة الردة والهوان، وتحمل هذا المناضل الكبيركل اشكال الضغط غير آبه لاية ضغوطات او افتراءات او شائعات .

من هنا نحن لم ننسى وقفة الاستاذ معن بشور في استشهاد القائد الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية محمد عباس " ابو العباس " في سجون الاحتلال الامريكي في العراق فهذه وقفة تعبر عن شرفاء الامة العربية ، مما يتطلب التصدي لكل من يحاول اسكات وقمع حناجر المناضلين من خلال الوقوف الى جانب قامة مثلت الضمير القومي العربي ، ونحن نتطلع الى الحكومة العراقية بالعمل على الغاء قرارها والاعتذار من الاستاذ معن بشور ، لأن قرارها يطال كل المناضلين والمناضلين الذين يواجهون العدو الصهيوني ومخخطاته والقوى الارهابية التي صنعتها الولايات المتحدة وحلفائها لتدمير المنطقة وتفتيتيها ونهب خيراتها وثرواتها.

وفي ظل هذه الظروف نؤكد ان معن بشور لم يهادن يوما من اجل منصب، ولم يتراجع يوما عن موقف من اجل فلسطين، ولم يساوم يوما على مبادئه، ولم يحد يوما عن التزاماته القومية، ولم يحاول يوما تبني مبادئ واهداف طائفية أو مذهبية ، حيث تماهى اسمه على الصلابة والثبات على المبدأ ليصبح بامتياز النموذج طوال حياته النضالية بتحولات فكرية وسياسية ضمن عقلية جدلية ومرنة ، يتابع التحولات السياسية والعربية والإقليمية الكبرى ويقوم بمراجعات فكرية وسياسية في

ضوئها، ومن ضمن تحولاته موقفه الثابت من القضية الفلسطينية وإيمانه المطلق بالنضال والمقاومة وعدم الارتهان لمشاريع استسلاميه.

امام كل ذلك معن بشور لم يغير إيمانه الكامل بالوحدة العربية باعتبارها الطريق الأمثل لاستنهاض الأمة العربية ،فكان متمسكا بخياراته القومية والهوية القومية العربية للأمة في مواجهة المشروع الصهيوني والتحديات التي تحاك ضد بلداننا وتستهدف وجودنا، وتجعلنا أكثر توحّداً في جبهاتنا الداخلية، للمشاركة في معالجة وإيجاد الحلول الوطنية لمشكلاتنا بمشاركة القوى السياسية في بلداننا وحماية استقلالها والدفاع عنها.

ختاما : لا بد من القول المناضل الكبير معن بشورمرجعية العمل القومي ، حيث اثبت قدرته على أهمية التنسيق بين كل قوى العمل القومي وإبراز الشواهد على دوره في المؤتمرات القومية ، فهو حامل راية الكفاح والنضال لتحقيق تقدم الأمة ووحدتها والحفاظ على حقوقها وصون كرامتها، متمسكا بنهج المقاومة وخط العروبة، لذلك نقول نحن على ثقة بأن نهج معن بشور الذي بذل له سنين حياته وعمره وهو النهج الصادق والوفي لفلسطين وقضايا الامة .

بقلم/ عباس الجمعة