سوريا والرد الاستراتيجي على عدوان إسرائيل قرار من أعلى مستوى

بقلم: علي ابوحبله

الرد السوري على العدوان الإسرائيلي يأتي في ظل التوتر الذي تشهده المنطقة وتغير تشهده المنطقة بحيث لم يعد الصراع عبر الوكيل الذي كانت تشهده المنطقة , فبعد أن كانت المجموعات المسلحة تقود حلبة الصراع على الأراضي السورية لينتقل الصراع من الوكيل إلى الأصيل وهذا ما سجلته سوريا وحلفائها اليوم , وبحسب " تقدير موقف " للأحداث في سوريا يشكل إسقاط طائرة "أف 16" وطائرة أباتشي إسرائيليتين كان ردا استراتيجيا اتخذ على أعلى مستوى من قبل القيادة السورية وحلفائها للرد على عدوان إسرائيل المستمر على الأراضي السورية تحت حجة استهداف قواعد لإيران وحزب الله والرد هو "رسالة ردع" لإسرائيل وليس مجرد "رسالة رد".

أن إشعال إسرائيل حربا يعني أن عليها أن تدرك وتفهم أنها ستكون أمام حرب دفاعية شاملة، وأن الحرب الدفاعية لسوريا ومحور المقاومة ستكون شاملة في القوة العسكرية النارية والصاروخية.

وفي تعقيبه على الغارات الجديدة التي شنها الطيران الحربي الإسرائيلي، قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن مقاتلات سلاح الجو شنت غارات واسعة ضد منظومة الدفاع الجوي السورية بالإضافة إلى أهداف إيرانية في سوريا. وأضاف أنه تم استهداف ١٢ هدفا في ٣ بطاريات دفاع جوي سورية و٤ أهداف تابعة لإيران والتي تعتبر جزءا من التمدد الإيراني في سوريا، حسب قول الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي.واعترف الناطق أن المقاتلات الإسرائيلية تعرضت خلال الغارات لنيران مضادة استدعت تفعيل الصافرات في مناطق الشمال، معتبرا أن ما حدث خرق "للسيادة" الإسرائيلية، وأن الجيش الإسرائيلي في حالة جاهزية لمختلف السيناريوهات. وكانت المضادات السورية قد أسقطت في وقت سابق اليوم طائرة من طراز "إف 16" سقطت فوق الجليل.

وفيما أكدت الحكومة الإسرائيلية أن إيران هي المسئولة عما جرى من إسقاط لطائرة مقاتلة فوق الجولان، مضيفة أنها ستدفع الثمن. وأضافت إسرائيل أن "إيران وسوريا تلعبان بالنار ولكننا لا نريد التصعيد".وأشارت إلى أن إيران تجر المنطقة إلى مغامرة لا تعلم كيف ستنتهي.

في السياق ذاته، ذكرت القناة الثانية العبرية أن إسرائيل طالبت الولايات المتحدة وروسيا بوقف تدهور الأوضاع.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، صباح السبت، تحطم مقاتلة "F-16" إسرائيلية بنيران سورية بعد أن قصفت أهدافا إيرانية في سوريا، مشيرا إلى أن الطيارين اللذين كانا على متنها نجيا وتم إجلاؤهما.

وسبق أن ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد طلب من القيادة الإيرانية إرسال مسئول كبير إلى دمشق للبحث معه آخر خطورة الوضع في سوريا، والوضع مع الجيش الأميركي.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن احتلال الجيش الأميركي حتى الآن مساحة 28 في المائة أي أكثر من ربع الأراضي السورية، جعل الجيش الأميركي على مقربة من بدء معارك مع جيش الأسد، وأبلغت دمشق موسكو أن الجيش السوري إذا شنّت أميركا ضربات أو حرب ضده فسيشنّ حرب ضد إسرائيل بالأسلحة الصاروخية خاصة ما يملكه من 1600 صاروخ سكود عابر للحدود، ويحمل طن من المتفجرات، وذلك على المدن الإسرائيلية. كما أن الحرب ستندلع في لبنان عبر شنّ حزب الله حرب صاروخية وهجومات على الجيش الإسرائيلي.

أضافت صحيفة واشنطن بوست أن الرئيس الأميركي ترمب لا يفكر استراتيجيا ولا يعرف انه إذا سقط نظام الرئيس بشار الأسد سينهار الوضع في لبنان والعراق، كذلك قد ينهار في الأردن إضافة إلى انهيار الوضع الأمني في المخيمات الفلسطينية التي لا يعود بقدرة الجيش اللبناني ولا الجيش السوري ولا الجيش العراقي ولا الأردني ضبط مخيمات اللاجئين الفلسطينيين والبالغ عددهم 3 ملايين ونصف مليون لاجىء، وان الفلسطينيين بدئوا يتسلحون، لذلك تقول صحيفة واشنطن بوست أن الرئيس الأميركي ترامب سيقع بخطأ تاريخي كبير إذا كان قراره إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال ديفيد هرتز أن الحل الوحيد في سوريا هو اتفاق الرئيس الأميركي ترامب مع الرئيس الروسي بوتين وأميركا وروسيا قادرتان على إيجاد الحل.

أما تمدد وانتشار الجيش الأميركي في الأراضي السورية دون قرار من مجلس الأمن ودون أي مستند قانون دولي فان سقوط الرئيس بشار الأسد يعني أن حزب الله سيسيطر على نصف لبنان، ويعني أن سوريا ستنقسم بين مؤيد للنظام وبين القوى التكفيرية، وان الجيش الأميركي سيغرق في حرب كلها وحول حيث أن عدد التنظيمات التكفيرية الإسلامية والقوى المختلطة بسوريا تزيد عن أكثر من 54 دولة وتنظيمات مسلحة.

وأنهى مقاله ديفيد هرتز بأن على الرئيس الأميركي ترامب أن يتراجع عن اجتياح أراضي في سوريا ومحاولة إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، كما تراجع في شأن الاتفاق النووي مع إيران وقال انه لن يوقّعه، ثم قال انه يوقّعه للمرة الأخيرة، لكن في النتيجة التزم بتوقيع الاتفاق النووي مع إيران.

وذكر ديفيد هرتز في مقاله في واشنطن بوست أن ألمانيا وفرنسا وايطاليا والاتحاد الأوروبي ابلغوا الرئيس الأميركي ترامب خطورة التصعيد الأميركي في الأراضي السورية، وطلبوا توقف انتشار الجيش الأميركي على الأراضي السورية.

من معطيات الأوضاع على الأرض أن التصدي السوري للطائرات الاسرائيليه وإسقاط الطائرة الاسرائيليه وإطلاق صواريخ على مواقع إسرائيليه على هضبة الجولان هو بمثابة رسالة ردع موجهة لإسرائيل وأمريكا

حيث المسافة التي تفصل بين القوى الأميركية حاليا في جبهة ريف ادلب والجيش الأميركي في ريف حلب فهي حوالي 28 كلم فقط. وتقوم الطائرات الأميركية بالتحليق فوق الجيش السوري في ريف ادلب، وان الاصطدام العسكري قد يقع في الأيام القادمة بين الجيش الأميركي والميليشيات الحليفة للجيش العربي السوري وفي طليعتها حزب الله، كذلك قوات من الحرس الثوري الإيراني.

حمى الصراع على الأراضي السورية قد تقود المنطقة لحرب مفتوح بنتيجة التهور الإسرائيلي والأمريكي في ظل الصراع على الغاز في المياه الاقليميه اللبنانية وترسيم الحدود مع لبنان والصراع على سوريا , وان إسقاط الطائرة الروسية من قبل حلفاء واشنطن في الشمال السوري هو الذي دفع روسيا لدعم الجيش العربي السوري ويدعم الرد الاستراتيجي للجيش السوري وتزويده بأحدث الاسلحه ألاستراتجيه ضمن إستراتجية الردع وقلب موازين القوى بين إسرائيل وسوريا وثبت مفعولها اليوم بالرد السوري وإسقاط الطائرة الاسرائيليه

الرد السوري على العدوان الإسرائيلي بمثابة رسالة قويه لحلفاء أمريكا في المنطقة ولمحاولات التحالف لقوى الاعتدال العربي مع إسرائيل وباتت المنطقة مفتوحة على جميع الاحتمالات بما فيها حرب مفتوحة مشرعة الأبواب وخاصة إذا أقدمت إيران على تسليح المخيمات الفلسطينية في لبنان وسوريا والأردن بحيث تفتح جميع الجبهات في وجه إسرائيل.

بقلم/ علي ابوحبله