فلسطين ترسم بدماء شهدائها طريق الحرية

بقلم: عباس الجمعة

فلسطين ترسم بدماء شهدائها طريق الحرية ، فكان اسطورة احمد نصر جرار ، حيث كتب بدمائه طريق تحریر فلسطین، بطل فلسطیني أشار باستشھاده على اتجاه البوصلة الثوریة، بوصلة المقاومة نھجاً وحیداً في مواجھة الاحتلال ومحاولات تصفیة القضیة الفلسطینیة، ورداً مدویاً على مشاریع الامبریالیة الامیركیة وإدارة ترامب لضرب الحقوق الوطنیة للشعب الفلسطیني، كما الشھداء خالد وليد التايه وحمزة يوسف نعمان زماعرة وابراھیم ابو ثریا والآلاف من الشھداء، وعشرات آلاف الأسرى البواسل ورمزھم عھد التمیمي، أكدوا بنضالھم ومقاومتھم واعتقالھم واستشھادھم ان شعب فلسطين لا يقبل اي صفقة على حساب حقوقه الوطنية المشروعة مهما كانت التضحيات.

ان الهبة الجماهيرية في القدس والضفة وما رافقها من عمليات فدائية بطولية تثبت مجدداً أن الشعب الفلسطيني عبقري في اختيار اللحظة المناسبة لنقل الصراع مع العدو إلى مرحلة جديدة , برزت هذه العبقرية في الانتفاضتين : الأولى والثانية وانتفاضة الشباب الثالثة وها هي تبرز مجدداً الآن , ليؤكد أن المقاومة وحدها هي الكفيلة بأن تجعل الاحتلال يدفع باهظ الثمن .

ومن هنا نرى ان التضحيات لا تضيع ولا تخمد نيران هذه الانتفاضة لا بد من استثمار هذه الأجواء الثورية في القدس والضفة الغربية وتحويلها إلى مشروع وطني مقاوم من خلال استخدام كافة وسائل المقاومة الشعبية وسلاح المقاطعة وغيرها من أساليب نضالية .

ان مواجهة صفقة القرن تستدعي إعادة ترتيب البيت الفلسطيني والتمسك بالثوابت الفلسطينية ، لمواجهة الوضع الكارثي الذي يحيق بالقضية الوطنية، وبمجمل الأهداف التي ضحى مئات الالاف من ابناء شعبنا من اجلها ، لذلك لا بد من المجابهة لإنهاء الانقسام لكي نستعيد وحدتنا الوطنية على قاعدة الالتزام العميق بالثوابت والأهداف الوطنية ومواصلة النضال ودعم صمود شعبنا وانتفاضته ومقاومته بكل الاشكال من اجل الحرية والاستقلال والعودة وفق برنامج الحد الأدنى الذي يجب ان يتضمن جوهر المبادئ والأسس التي تم الاتفاق عليها في اجتماعات المصالحة والمجالس المركزية والوطنية الفلسطينية، والعمل على عقد المجلس الوطني الفلسطيني كضرورة ملحة لرسم استراتيجية وطنية وانتخاب لجنة تنفيذية وتفعيل وتطوير مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية على ارضية شراكة وطنية وتجديد روح الأمل والتفاؤل والثقة في أوساط شعبنا ، بما يوفر إزاحة عوامل الإحباط واليأس ، ويعزز مسيرة النضال الوطني من أجل العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس .

وامام ما يجري في فلسطين كان العدوان الصهيوني على سوريا ، هذا العدوان الذي قوبل بالرد الفوري عليه واسقاط الطائرة الصهيونية، حيث شكل قفزة سياسية وعسكرية نوعية تختلف عما سبقها من مراحل في التعاطي مع مثل هذه الاعتداءات، وهذا يستدعي موقف عربي ينطلق من مصلحة سوريا وشعبها اللذان يتعرضان لعدوان صهيوني، ومطالبة جامعة الدول العربية بتحمل مسؤولياتها

وفقاً لميثاقها والاتفاقات ذات الصلة، كما يستدعي من القوى العربية كافة إعلان التضامن مع سوريا وشعبها، وإلى شجب وإدانة العدوان الصهيوني، وتوحيد الجهود لمقاومة العدوانية الصهيونية الامريكية في المنطقة والتي قد تشهد تصاعداً قادماً، وإدانة ومحاصرة الأنظمة العربية الرجعية تطبع علاقاتها مع كيان الاحتلال، وتدعم قوى الإرهاب، ومخططات تدمير الدولة السورية.

إن ما يجري من اعتصامات ومسيرات متواصلة من الجماهير العربية وقواها واحزابها التقدمية والقومية تجاه القضية المركزية هي تأكيد بأن قضية فلسطين تمثل الهم الأكبر للشعوب العربية، وبأنها قضية تحرر وطني ذات بعد قومي، يقع على عاتق شعوبنا من كافة الأقطار العربية الالتحام مع شعبنا في مقاومة الكيان الصهيوني.

ختاما : إن الرد الشعبي الفلسطیني على استشھاد احمد جرار ورفاقه الشهداء خالد وليد التايه وحمزة يوسف نعمان زماعرة من خلال المواجھات مع جنود الاحتلال، يؤكد على ثبات الشعب الفلسطیني ومقاومته وعلى خیاره الثوري، خیار الانتفاضة الشعبیة المستمرة حتى استعادة الحقوق الوطنیة للشعب الفلسطيني.

 

بقلم / عباس الجمعة

كاتب سياسي