أهداف التصعيد العسكري على سورية

بقلم: شاكر فريد حسن

شهدت المنطقة الشمالية أمس السبت، تصعيدًا في الاعتداءات الاسرائيلية على عدد من المواقع العسكرية السورية. ويأتي هذا التصعيد استمرارًا للنهج العدواني الصهيوني المدعوم بالكامل من الامبريالية الامريكية، وتواطؤ الرجعيات العربية، والهدف من وراء ذلك هو توتير الأجواء في المنطقة وجرها الى حرب واسعة لا تحمد عقباها، وستحرق بنارها الأخضر واليابس، وما حدث من اعتداءات يمكن أن يؤسس لبداية جديدة في المنطقة والصراع الداخلي في سورية، ولها تداعيات سياسية وعسكرية مستقبلية ستكون نتائجها وخيمة.

وينطوي العدوان الاسرائيلي على مخالفة صريحة وواضحة لكل الاعراف والقوانين والمواثيق الدولية، وانتهاكًا صارخًا للسيادة السورية.

ومن المؤكد انها اعتداءات تستهدف قبل كل شيء  تقديم المساندة والدعم لقوى الارهاب التكفيري الوهابي والمجموعات المسلحة في سورية، والهاء الجيش السوري عن مواصلة القتال والانجازات وتحقيق الانتصارات على هذه القوى الشريرة المجرمة، الساعية الى ضرب المقاومة وتصفية فكر وثقافة المقاومة، باسقاط النظام السوري وتجزئة وتفتيت الوطن السوري.

وطبيعي أن تثير هذه الاعتداءات المتكررة على سورية ردود فعل عالمية مستنكرة ومحذرة من مخاطرها وتداعياتها ومن نتائج هذا التصرف الهستيري المجنون على مستقبل المنطقة برمتها، وفي مقدمة هذه الدول التي نددت بالعدوان الجديد على سورية والتأكيد على احترام سيادة الدولة والاراضي السورية، روسيا، التي أعربت عن قلقها البالغ ازاء الهجمات الاسرائيلية وطالبت بوقف العدوان حالًا وتخفيف حدة التوتر.

ومما لا شك فيه أن الشعب والجيش والنظام السوري، الذين يحاربون ويقاتلون الارهاب منذ سبع سنوات ونيف، وحققوا الانتصارات على المؤامرة الكونية الخبيثة، لن يرضوا ولن يقبلوا باستمرار الاعتداءات الاسرائيلية وخرق وانتهاك السيادة والسلامة الاقليمية للقطر السوري.

وقد جاء اسقاط الطائرة الاسرائيلية كرسالة واضحة تؤكد امكانية الحد من الغطرسة والعربدة والعدوانية الاسرائيلية، وعدم الرضوخ لمنطق الهيمنة والعدوان، التي تسعى حكومة الاحتلال بزعامة نننياهو وليبرمان وبدعم امريكي لفرضه على شعوبنا العربية وشعبنا الفلسطيني بشكل خاص.

لقد جاء العدوان الاسرائيلي بعد أسابيع من التهديدات المتواصلة التي لم تتوقف، وهو تجسيد حقيقي للسياسة العدوانية، التي تشكل القاعدة الاساس في سياسات حكومات اسرائيل المتعاقبة، ولا يمكن التغاضي عن حقيقة غوص نتنياهو وعدد من نوابه ووزرائه في قضايا فساد، ولهذا فانهم قد يجدون في هذا التصعيد ملاذًا ومهربًا للبقاء في سدة الحكم والتغطية على فسادهم.

اننا نحذر من استمرار خرق السيادة والأجواء السورية، ومن العدوانية الاسرائيلية التي تستفحل تجاه سورية وايران وحزب الله، بغية تفجير المنطقة واشعالها وجرها الى حرب مدمرة شاملة ستكون آثارها ضارة ووخيمة، بما يخدم المخططات الامبريالية والصهيونية واذيالها في المنطقة. ولينتصر صوت العقل والوعي والسلام على صوت العدوان والهمجية والغطرسة وأزيز الصواريخ والطائرات.

 

بقلم:شاكر فريد حسن